من هي الجارية ؟
الجارية هي كل امرأة أخذت أسيرة في الحرب فقد نص الشرع الإسلامي علي عدم قتل النساء والأطفال, وكل امرأة نقلت قسراً من بلاد العدو علي شريطة أن تكون غير مسلمة لأنه لا يجوز في الشرع الإسلامي لأي سبب من الأسباب أن تسبي المسلمة أو تسترق أو هي التي تلدها أمها مملوكة ويكون أبوها عبداً أو غير مالك لها مسلمة كانت أو غير مسلمة علي ألا تكون أصلاً من ديار الإسلام سواء أكانت مسلمة أو كتابية.
أقبل كثير من السلاطين والأمراء المماليك بشغف علي السماع بمختلف ضروبه غناء وموسيقي وعلي ما يتصل بالغناء من عزف ورقص, وكانوا يؤثرون المغنية علي المغني.. ويبدو أنهم تأثروا بقول الأصفهاني صاحب كتاب " الأغاني " : " نعيم الدنيا أن تسمع الغناء من فم تشتهي تقبيله " و قول الثعالبي في كتابه " تحفة الأرواح وموائد السرور والأفراح " : " إن غناء الجواري ذات الحسن والدلال له موقع أحسن من موقع غناء الرجال وإن كان أجود منه ".
سلاطين المماليك والجواري المغنيات في كتب التاريخ
أمدتنا كتب التاريخ مثل " السلوك " للمقريزي و " الدرر الكامنة " لإبن حجر و " النجوم الزاهرة " لإبن تغري بردي بأسماء الكثيرات من هؤلاء الجواري المغنيات ومن تدله في عشقهن من السلاطين والأمراء.
فيحدثنا المقريزي عن " بياض " وهي جارية اشتهرت بالعزف علي العود وكانت تجيد الغناء وكانت شهرتها بين الناس " قومة " وكان للناس بها اجتماعات في مجالس أنسهم فلما سمع بها السلطان الناصر " محمد بن قلاوون " طلبها واختص بها وحظيت عنده. وكانت الجواري المغنيات يحصلن علي الذهب ونفيس الجواهر مثل " اتفاق " العوادة التي حظيت عند الصالح اسماعيل بن السلطان الناصر محمد بن قلاوون وولدت له ولداً ذكراً فاختصها بنفيس الجواهر وبعد وفاة الملك الصالح اسماعيل باتت " اتفاق " عند أخيه الملك الكامل من أول ليلة لسلطنته لما كان في نفسه منها أيام أخيه.. وبعد مقتل الملك الكامل وتولية أخيه المظفر حاجي ما لبث أن طلبها فطلعت إلي القلعة بجواريها وتزوجها السلطان وفرش تحت رجليها ستين شقة أطلس ( حرير ) ونثر عليها الذهب ثم ضربت بعودها وغنت فأنعم السلطان عليها بأربعة فصوص ( جواهر ) وست لؤلؤات ثمنها أربعة آلاف دينار ( ذهب ) كما أعطاها أضعاف ما كان يعطيها أخواه وهام بها فأفرط.. وقد حظيت " اتفاق " بإلتفات ثلاثة من كبار المؤرخين فسجلوا أخبارها في كتبهم وهم المقريزي وابن حجر وابن تغري بردي. وحدثنا ابن إياس عن " شهددار " وكانت بديعة في الحسن والجمال وتزوجها المقر الشهابي " أحمد بن الجيعان " أحد كبار الأمراء المماليك وكانت تحسن الضرب بالسبع آلات المطربة فشغلته عن تدبير أحوال المملكة. أما " أصيل القلعية " فكانت من أعيان مغاني البلد ورأت من الأعيان وأرباب الدولة غاية الحظ والإحسان لها. وكان بعض السلاطين عنده في داره جوقة كاملة من المغاني.. ويحدثنا ابن تغري بردي وابن إياس عن السلطان المنصور حاجي بن الناصر محمد بن قلاوون الذي كان له جوقة مغان كاملة من الجواري كما كانت عادة الملوك والأمراء تلك الأيام نحو خمس عشرة واحدة يزفون بالطارات عند الصباح والمساء ولما مات الملك المنصور استمرت جواريه المغاني يعملن الأفراح للناس وكن يعرفن بجوقة المنصور. وآخر من اقتني جوقة من الجواري المغنيات الأمير جمال الدين محمود الأستادار.. ثم بطل ذلك من مصر مع جملة ما بطل من محاسن عيشة الأكابر.
وبالطبع لم يبال السلاطين والأمراء بما يدفعونه في الجواري المغنيات ولهن من أموال عظيمة " وكل ذلك وبال علي صاحبه " كما قال الشيخ السبكي في كتابه " معيد النعم ومبيد النقم ".. تلك كانت لمحة سريعة من هوي سلاطين وأمراء المماليك للجواري المغنيات
اشهر الجاريات فى التاريخ
جوارى هارون الرشيد
ماردة- اصبحت ام ابنه المعتصم .
كذلك هيلانة, دنانير
جوارى الدولة الاموية
غلب عليهن طابع الثقافة و الفن ومن اشهرهن
عنان, سلامة, حبابة,حسن, بنان
جوارى الدولة المملوكية
كان السلطان محمد بن قلاوون له جارية تركية عرفت باسم طغاء او ام انوك.
اما السلطان الغورى لم تكن له سوى جارية واحدة وهى شركية جميلة تعرف باسم خوند جان سكر.
هذا عن اشهر الجاريات فى التاريخ اجتماعيا و فنيا و ثقافيا اما من الناحية السياسية فقد لعبن دورا خطيرا .
جوارى صرن ملكات
من اشهر هذه الجوارى هن
الخيزران- جىء بهذه الجارية الى الخليفة العباسى المنصور فاعجبته و راى ان يهديها الى ابنه المهدى وكان نتيجة اقترانه بها ان ولدت له اشهر الخلفاء الذين عرفهم التاريخ وهو هارون الرشيد.
شجر الدر- كانت واحدة من جوارى السلطان نجم الدين ايوب وهى تعد اول واخر ملكة فى تاريخ المسلمين.
ملكة المسلمين
تعد شجر الدر هى اول جارية فى التاريخ تصبح ملكة للمسلمين وهى زوجة السلطان نجم الدين ايوب اعظم ملوك الايوبيين بعد صلاح الدين.
القابها
ملكة المسلمين , صاحبة الستر الرفيع, صاحبة الشرف الرفيع ,
الدور السياسى الخطير الذى لعبته
اخفت خبر وفاة زوجها واصدرت المراسيم بختمه حتى لا يصل الخبر للاعداء ويتزعزع جيش المسلمين .
انتصرت على الصليبيين .
قامت باسر لويس التاسع فى دار بن لقمان ولم تطلق سراحه الا بعد دفع اكبر فدية فى التاريخ .
هذا هو حال الجوارى فى الاسلام الذى اعزهن واعطاهن حقوقهن وحفظ كرامتهن فلا رق ولا عبودية فى الاسلام