ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ : ﻣﻦ ﻫﻮ ﻗﺘﻴﻞ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ؟ ﺿﻤﻦ ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ ﺍﻟﻜﻬﻨﻮﺗﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺍﻧﺎ ﺍﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻧﺺ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ... ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻟﻜﻮﻧﻲ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ ﻭﻧﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻳﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﻜﻨﻪ. ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺴﺎﻭﺳﺘﻨﺎ ﻭﻋﻠﻤﺎﺋﻨﺎ ﻭﺍﺳﺎﺗﺬﺗﻨﺎ ﻭﺭﺍﺟﻌﺖ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﻮﺍﻃﺄ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ. ﺣﺘﻰ ﺃﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻻﻧﺒﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﺒﻄﺮﻳﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﺎﺭﻭﻧﻲ : ﺻﺒﻴﺢ ﺑﻮﻟﺲ ﺑﻴﺮﻭﺗﻲ. ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺬﻛﺮ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺫﺑﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ، ﻓﻤﻦ ﻳﻜﻮﻥ . ﻓﻨﻈﺮ ﻟﻲ ﻣﻠﻴﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ . ﻟﻮﻻ ﺍﻧﻚ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺑﺎﺣﺜﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﻭﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺿﻤﻦ ﺩﺭﺍﺳﺎﺗﻚ ﻣﺎ ﺍﺟﺒﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻟﻚ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺳﺄﺟﻴﺐ. ﻗﺎﻝ : ﺃﻭﻻ ﺃﻥ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻳﻤﺘﺪ ﻃﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺑﻌﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﻣﺼﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ. ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺍﺣﺼﺮ ﻣﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﺎﺑﻞ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺑﺤﺜﺖ ﺍﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﺰﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺇﻻ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻭﺍﻳﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﺑﻴﺢ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﻘﺪﺱ (ﺍﺑﻦ ﻧﺒﻲ) ﻭﻫﻮ ﺳﻴّﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻘﺪﺱ ﺍﺳﻤﻪ ((ﺍﻟﻪ ﺳﻴﻦ )). ﻭﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﺖ ﻗﺪﺍﺳﺔ ﺍﻻﺏ ﺑﻄﺮﺱ ﺩﻧﺨﺎ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻻﺳﺎﻗﻔﺔ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ ((ﺇﻟﻪ ﺳﻴﻦ )) ﻗﺎﻝ : ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻳﻘﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﻬﺎﺀ ﺣﺎﺀ . ﻓﺘﺼﺒﺢ (ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ) . ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺬﺑﻮﺡ ﺑﺸﺎﻃﺊ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺑﻦ ﻧﺒﻲ ﻣﻘﺪﺱ ﺟﺪﺍ ﻭﻫﻮ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺳﻴّﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ. ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑﺤﺜﺖ ﻭﺗﻌﻤﻘﺖ ﻭﺍﻵﻥ ﺃﺿﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﻟﻌﻠﻲ ﺍﺣﻈﻰ ﺑﺈﻃﻼﻟﺔ ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﺍﺿﺢ ﻷﻧﻪ ﻳُﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺼﻴﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺷﻂ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﺭﺽ ﻳُﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ((ﻛﺮﻛﻤﻴﺶ)) ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺭﺟﺎﻉ ﺧﻼﻓﺔ ﻣﻐﺘﺼﺒﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴّﺪ ﺫﻫﺐ ﻟﻴﺮﺩ ﺳﻠﻄﺘﻪ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺤﺜﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﺠﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ((ﻛﺮﻛﻤﻴﺶ)) ﺗﻌﻨﻲ ﻛﺮﺑﻼﺀ ﻓﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺫُﺑﺢ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺷﻂ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﻤﺨﻴﻒ ﻭﻛﺄﻥ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻧﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﺷﻴﺎﺀ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻟﻜﻦ ﻛﻠﻬﺎ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﻷﻧﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﺣﺪ ﺍﻥ ﻳﻐﻴﺮﻫﺎ ﺍﻭ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺑﻬﺎ ، ﻭﻣﻨﺬ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻵﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﻠﻊ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ((ﻛﻌﺐ ﺍﻻﺣﺒﺎﺭ ﺑﻦ ﻣﺎﺗﺢ )) ﺍﺗﻤﻨﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺑﺘﺪﺑﺮ ﻭﺗﺮﻭﻱ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺴﻴﺎﻕ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ . ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺇﺭﻣﻴﺎﺀ ﺍﻻﺻﺤﺎﺡ 46 : ﻓﻤﺎ 6 ـ 10 ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻭﺻﻒ ﺇﺭﻣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻣﻬﻴﺒﺎ ﺭﻫﻴﺒﺎ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺼﺮﻭﻉ ﻭﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺣﻮﻟﻪ : (( ﺃﺳﺮﺟﻮﺍ ﺍﻟﺨﻴﻞ ، ﻭﺍﺻﻌﺪﻭﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻭﺍﻧﺘﺼﺒﻮﺍ ﺑﺎﻟﺨﻮﺫ ﺍﺻﻘﻠﻮﺍ ﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﺍﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟﺪﺭﻭﻉ . ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﺭﺍﻫﻢ ﻣﺮﺗﻌﺒﻴﻦ ﻭﻣﺪﺑﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ، ﻭﻗﺪ ﺗﺤﻄﻤﺖ ﺃﺑﻄﺎﻟﻬﻢ ﻭﻓﺮﻭﺍ ﻫﺎﺭﺑﻴﻦ ، ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﺣﻴﺚ ﻋﺜﺮﻭﺍ ﻭﺳﻘﻄﻮﺍ ﻷﻥ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺭﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺫﺑﻴﺤﺔ ﻋﻨﺪ ﺷﻂ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ )) . ﺛﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺓ ﻋﻦ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﺫﻫﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ؟ ﺗﻘﻮﻝ : ((ﺫﻫﺐ ﻟﻴﺮُﺩ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﻛﻤﻴﺶ ﻟﻴُﺤﺎﺭﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺭﻋﺎﻭﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ )). ﻭﻛﻠﻤﺔ ﻛﺮﻛﻤﻴﺶ ﺗﻌﻨﻲ ﻛﺮﺑﻼﺀ ، ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺭﻋﺎﻭﻱ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺑﺎﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﺮﻋﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ (ﺭﻋﺎﻭﻱ) ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺪﻓﻦ ﻣﻘﺪﺱ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﻨﻮﺍﻭﻳﺲ ﻭﻻ ﻳُﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺩﻭﺭ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﺏ ﺃﻧﻄﻮﺍﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﺮﻏﺎﻧﻲ ﻳﻘﻮﻝ : ﺑﺄﻥ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺩﻓﻨﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺬﺑﻮﺡ ﻟﻴﻨﺼﺮﻭﻩ ﻷﻧﻪ ﻣﻘﺪﺱ ﺟﺪﺍ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪﻭﻣﻪ ﺗﺄﺧﺮ ﻭﻣﺎﺗﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻩ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳُﻘﺘﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﺳﻮﻯ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻳُﻘﺎﻝ ﺍﻧﻬﻢ ﺍﻋﺘﻨﻘﻮﺍ ﺩﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ. ﻟﻢ ﻳﺼﻒ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻻﺩﻳﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺬﺑﻮﺡ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﻛﺮﻛﻤﻴﺶ ﺣﻴﺚ ﺭﻋﺎﻭﻱ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﺎﺣﻠﺔ . ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﺍﺣﻢ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﻳﺼﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﻤﺬﺑﻮﺡ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﺍﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺬﺑﻴﺤﻴﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻛﻌﺐ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻀﻠﻊ ﺑﺎﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮّ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻛﺮﺑﻼﺀ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ : ((ﻣﺎ ﻣﺮﺭﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺇﻻ ﻭﺗﺼﻮﺭﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﺬﺑﻮﺡ ﺣﺘﻰ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺮﻭﻱ ﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺒﻲ ﻳُﺬﺑﺢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ)) . ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﻛﻌﺐ ﺍﻻﺣﺒﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻣﺎﻡ ﺣﺸﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ((ﻭﻟﻤّﺎ ﺃﺳﻠﻢ ﻛﻌﺐ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ ﻭﻗﺪﻡ ﺟﻌﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻢ ﺍﻟّﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻛﻌﺐ ﻳﺨﺒﺮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻼﺣﻢ ﻭﺍﻟﻔﺘﻦ ﺛﻢّ ﻗﺎﻝ ﻛﻌﺐ: ﻧﻌﻢ ، ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﻣﻠﺤﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﺔ ﺍﻟّﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺴﻰ ﺃﺑﺪﺍً ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟّﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻜﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ( ﻇَﻬَﺮَ ﺍﻟﻔَﺴَﺎﺩُ ﻓِﻲ ﺍﻟﺒَﺮِّ ﻭَﺍﻟﺒَﺤﺮِ ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﺑﻘﺘﻞ ﻫﺎﺑﻴﻞ ، ﻭﻳﺨﺘﻢ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ )) ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻧﻈﺮ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺯﻣﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﺹ 162 ﻫﺬﺍ ﺍﺫﺍ ﺍﺧﺬﻧﺎ ﺑﻨﻈﺮ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻣﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﺸﺎﻃﺊ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ : ((ﺭﻭﻯ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ـ ﻓﻲ ﺹ85 ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻻﻭﻝ ـ ﻣﻦ ﻣﺴﻨﺪﻩ، ﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻧﺠﺎ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ: ﻗﺎﻝ: «ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﻔﻴﻀﺎﻥ، ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﻣﺎ ﺷﺄﻥ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺗﻔﻴﻀﺎﻥ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻱ ﺟﺒﺮﺋﻴﻞ ﻗﺒﻞ، ﻓﺤﺪﺛﻨﻲ ﺃﻥ ﻭﻟﺪﻱ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﺸﻂ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ)) ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ((ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ـ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﺑﻤﺎ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﺑﻌﺪﻩ ، ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ـ ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ، ﻋﻦ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻗﺎﻟﺖ: ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﻭﻫﻮ ﻳﻮﺣﻰ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺟﺒﺮﺍﺋﻴﻞ: ﺇﻥ ﺃُﻣّﺘﻚ ﺳﺘﻔﺘﺘﻦ ﺑﻌﺪﻙ ﻭﺗﻘﺘﻞ ﺍﺑﻨﻚ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻙ، ﻭﻣﺪّ ﻳﺪﻩ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺑﺘﺮﺑﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﺑﻨﻚ، ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﻄﻒ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﺟﺒﺮﺍﺋﻴﻞ، ﺧﺮﺝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ)ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺑﻴﺪﻩ ـ ﻭﻓﻴﻬﻢ: ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﻭﻋﻤﺮ، ﻭﻋﻠﻲ، ﻭﺣﺬﻳﻔﺔ، ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻭﺃﺑﻮ ﺫﺭ ـ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: «ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺟﺒﺮﺍﺋﻴﻞ: ﺃﻥ ﺍﺑﻨﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﻌﺪﻱ )) ﺑﺤﺜﺖ ﻓﻠﻢ ﺍﺟﺪ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍ ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺿﺎﻓﺔ ﻻ ﺃﻋﺮﻓﻬﺎ .
ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ : ﺍﻳﺰﺍﺑﻴﻞ ﺑﻨﻴﺎﻣﻴﻦ ﻣﺎﻣﺎ ﺁﺷﻮﺭﻱ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ