TODAY - September 17, 2010
مصادر مطلعة: قائمة علاوي تفاوض عبد المهدي.. وتتجه لتحالف مع ائتلاف الحكيم والأكراد
قيادية في «العراقية» لـ«الشرق الأوسط»: اتفقنا على توزيع الصلاحيات وقيادة مشتركة للأمن
بغداد: نصير العلي أربيل: شيرزاد شيخاني
أكد قياديون في القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، رئيس الوزراء الأسبق، والائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم، تقاربهما وبشكل قد ينجم عنه اتفاق لتشكيل تحالف جديد ينضم إليه التحالف الكردستاني لتشكيل الحكومة الجديدة.
وكشفت مصادر مطلعة عن أن القائمة العراقية بدأت مفاوضات مع مرشح الائتلاف الوطني العراقي لرئاسة الحكومة، نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، لبحث سبل الإسراع بتشكيل الحكومة، خصوصا أن الأخير تمكن من جمع 163 صوتا تضمن فوزه.
وفي هذا السياق أكدت النائبة والقيادية في القائمة العراقية عالية نصيف جاسم لـ«الشرق الأوسط» وجود توجهات كهذه بين قائمتها وائتلاف الحكيم، أي الاتفاق على تشكيل كتلة تضم مكونات فائزة وبخاصة التحالف الكردستاني. وأضافت أن القائمة العراقية «لا تريد السلطة بقدر ما تريد تغيير وإصلاح الملفات العراقية المختلفة، وهي أهداف استراتيجية تغلب على الاستحقاقات الانتخابية»، مؤكدة وجود تقارب بين الائتلاف العراقي وقائمتها ورؤى مشتركة للإسراع بتشكيل الحكومة، «واتفقا على توزيع الصلاحيات وتشكيل قيادة جماعية كهيئة دفاع عليا تشترك في إطارها جميع المكونات في إصدار قرارات تخص الشأن الأمني». وأكدت أن المفاوضات «تسير بشكل جيد بين الائتلافين، وإذا ما ابتعدت عن الإرادات الخارجية سنتمكن من تشكيل تحالف مشترك خلال الأيام المقبلة».
من جهته قال المتحدث باسم المكتب الإعلامي للقائمة العراقية رحيم الشمري: «إن موقفنا واضح، وهو أن قائمتنا هي الفائز الأكبر، وسبب تأخير تشكيل الحكومة هو تقارب النتائج بين الكتل ورأي المحكمة الاتحادية، ورغم مرور ستة أشهر من بعد إجراء الانتخابات وصلت الحوارات إلى طريق مسدود، لكن العراقية والائتلاف الوطني هما الأقرب لتشكيل الحكومة»، مضيفا: «نحن نرحب بتشكيل الحكومة من قبل عبد المهدي كمرشح عن الائتلاف، لكن على أساس الاستحقاقات الدستورية، أي يجب أن يكون الائتلاف الوطني هو الكتلة الأكبر». وأكد لـ«الشرق الأوسط» استمرار مفاوضاتهم مع ائتلاف الحكيم، وأنهم في نفس الوقت لا يعترفون بالتحالف الوطني (المعلن بين ائتلاف الحكيم وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي). وشدد: «لن نعترف بأي حكومة يترأسها المالكي، وهذه هي نفس رغبة الائتلاف». وتوقع الشمري أن تشهد الأيام القليلة المقبلة فشل التحالف الوطني بسبب الصراع بين ائتلافيه على السلطة وغياب التنازلات، «وفي هذه الحالة سيتم اللجوء إلى الدستور وتكليف قائمتنا خلال شهر بتشكيل الحكومة، وإذا فشلنا ستكلف كتلة أخرى وتمهل 15 يوما، وفي حال فشلها أيضا سيتم اللجوء إلى مرشح تسوية أو إعادة الانتخابات».
إلى ذلك، ترأس مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان اجتماعا لكتلة الائتلاف الكردستاني عصر أمس للتباحث حول آخر المستجدات المتعلقة بمفاوضات الوفد الكردي مع الكتل العراقية بصدد تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. وقال سردار عبد الله النائب في كتلة التغيير بالبرلمان العراقي وعضو الوفد التفاوضي «إن الاجتماع راجع بشكل مفصل نتائج مشاورات الوفد مع بقية الكتل العراقية، إلى جانب الاستماع من بارزاني إلى مضامين لقاءاته الأخيرة بالقادة العراقيين والأميركيين حول نفس الموضوع»، مشيرا إلى «أن الاجتماع قرر إيفاد لجنة التفاوض إلى بغداد مرة أخرى لمواصلة مباحثاته مع الكتل السياسية العراقية، وأن الوفد يحمل هذه المرة مبادرة جديدة لفك عقدة الأزمة الحكومية».
وحول تلك المبادرة اتصلت «الشرق الأوسط» بالقيادي في التحالف الكردستاني وعضو الوفد التفاوضي محمود عثمان الذي أكد «أن المبادرة الجديدة تتمثل في محاولة الائتلاف الكردستاني جمع الكتل العراقية جميعها على طاولة واحدة من أجل الحديث عن البرنامج المقبل للحكومة القادمة، وكيفية تكريس مبدأ التوافق وتقاسم السلطات، فجميع الكتل منشغلة حاليا بمسألة واحدة فقط، وهي المرشح لرئاسة الوزراء، ورغم أن هذه المسألة هي العقبة الرئيسية أمام انفراج الأزمة الحكومية، فإننا في كتلة الائتلاف الكردستاني نشعر بأن هناك ما هو أهم من مجرد تسمية رئيس الوزراء، فمسألة التوافق ومبدأ الشراكة وتوزيع السلطات، وفي مقدمة كل ذلك برنامج الحكومة المقبلة، هي مسائل أكثر أهمية من تحديد شخصية رئيس الوزراء القادم، لذلك نسعى في الكتلة الكردية إلى جمع الكتل السياسية لبحث هذه المسائل مجتمعة، وذلك لضمان نجاح الحكومة القادمة بصرف النظر عمن يتولى رئاستها».
«الشرق الأوسط»