لصنعاء و هي تُكثِف أحزانها في وريدي و تشنق أطفالها في شرايين قلبي..
لها وهي تقتل أحلامنا بيديها و تدفن وجه الضياء الذي طالما فتشت عنه في أوجه القادمين إليها من البدو أو من أعالي الجبال..
لها و هي تسلبني النوم.
تمنعني عن قضاء قليلٍ من الوقت في الإبتسامة.
تأخذني لجحيم الدموع التي أكلت نصف عمري هباءا إلى الآن..
لها وهي أمي التي فقدت نورها من شقاء الزمان و من وجع الأمنيات..
لها و هي أمي التي لم تخني و لو أنها عبثت بعصافير قلبي و أطلقت النار نحو زهوري و قالت:
سلامٌ عليك فتى قادما من خيال الروايات يحلم بالأغنيات القصيرة في ساحة المعركة..
لها وهي كل الحياة التي عشت فيها جميلا أقول:
و إن أوجعوك ستنتصرين..
و إن أطفئوك ستشتعلين..
و إن أحرقوا طفلتي بجحيم الصواريخ سوف تعود قريبا و تزهر مثل الحدائق رغم الجحيم..
لها وهي روحي أقول:
أحبك أكثر من أي يومٍ مضى..
و أهواك أكثر مما سيمضي..
و ألمح وجهك رغم دخان الحرائق مبتسما قادما من شتات الحروب وسيما أنيق..
أحبك يا وجعا لا يفسره الشعر..
يا أملا لا يخون..
و يا نغمة تشرق الشمس حين تقال..
و مهما تمادوا ستنتصرين..
و مهما تردى الزمان إلى الخلف سوف يعود أشد انطلاقا إلى الفجر أكثر من أي وقت مضى...
زنداني التهامي