أقام الأمويون بعض المستشفيات للجذام و العمى فى عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك فى القرن الهجرى الأول.أما العصر العباسى فقد عرف عشرات المستشفيات فى بغداد و دمشق و الفسطاط،بدأ ذلك مع أبى جعفر المنصور و هارون الرشيد فى بغداد.و كثر عدد المستشفيات مع الفاطميين و الأخشيديين و الأيوبين فى مصر.
و مدن المغرب و الأندلس عرفت عددأ من المستشفيات،أشهرها مستشفى مدينة غرناطة،الذى أنشأه بنو الأحمر.و كان العرب يختارون مواقع المستشفيات بعد الدرس و الدرس،كما فعل الرازى حين أشار على عضد الدولة الدولة ببناء مستشفى بغداد فى مكان معين و ملائم.
و المستشفيات عند العرب نوعان:ثابتة و نقالة.فمن الثابتة ما هو خاص ببعض الأمراض كالجنون و الجذام،ومنها ما هو عام للأمراض كلها. و يقسم المستشفى إلى قسمين: جناح للرجال،و الأخر للنساء،و كل قسم يحتوى على غرف و قاعات منها جراحة و منها للأمراض الداخلية و الأمراض المعدية،و هناك أقسام للنقاهة،و المياه جارية فى أغلب الأقسام.و كانت المستشفيات تسير على نظام خاص لا يختلف كثيراً عن الأنظمة المعروفة فى المستشفيات المعاصرة من حيث تأمين الخدمة و النظافة و الممرضين و الصيادلة،و فى كتاب "طبقات الأطباء" لأبن أبى أصيبعة و كتاب "تاريخ البيمارستانات" لأحمد عيسى تفصيل لذلك كله.جاء فى كتاب المقريزى فى وصف المستشفى المنصورى الذى بناه السلطان قلاوون فى القاهرة: "جهله للجند و الأمير و الكبير و الصغير و الحر و العبد و الذكور و الأناث،و رتب فيه الأطباء و الأدوية و جعل فيه عدداً من الرجال و النساء لخدمة المرضى.و أفرد لكل طائفة من المرضى موضعاً،فقاعة للبرص و قاعة لمرضى الحميات و قاعة لأمراض المعدة.ووفر مكاناً لتخزين الأدوية و مكاناً لرئيس الأطباء لألقاء درس الطب.
أما المستشفيات النقالة،أو البيمارستان المحمول،فهى أصغر حجماً من الثابتة و يمكن نقلها من مكان إلى أخر وفقاً للحاجات و الأمكنة و الظروف و أنتشار الأوبئة،و العرب هم اول من أنشأوا المستشفيات المتنقلة و هو مستشفى مجهز بجميع ما يلزم للمرض،وهو ينقل من بلد إلى أخر من البلدان الخالية الخالية من المستشفيات النقالة أو التى يظهر فيها وباء أو مرض معدى.ويقال أن ابن ثابت بن قره (القرن الرابع للهجرة)هو أول من انشأ هذا النوع من المستشفيات.