إنّي أرى بعدَ السوادِ حمامةً،
قصراً من الضحكاتِ في فصلِ النشيدْ.
وقصيدةً عربيِّةَ الأسماءِ،
والحبَّ المعتَّقَ بالغريزةِ
والنقاوةِ والسجودْ.
وربابةً دونَ الأنينِ،
تناثرتْ في الحزنِ قوساً،
والرسالةُ في الصديدْ.
إنّي أرى بعدَ المنافي في الخيامِ،
وصبغةَ المأساةِ في وجهِ الحشودْ.
وجريدةً فوق السياجِ،
إلى القرابينِ الممدّدةِ الأكفِّ،
لذكرياتِ الخوفِ في عينيكِ،
والجسدِ الشديدْ.
إنّي أرى بعد الجدارِ حصانَنا العربيَّ،
يقفزُ من مؤخِّرةِ النساءِ،
على قضيبِ الذنبِ،
يحشرُ فاهَهُ في لذّةٍ،
ويقولُ موتاً لليهودْ.
إنّي أرى من خلفِ قضبانِ الزنازين المدينةَ،
في رصيفٍ للمراحيضِ الجليلةِ،
من تسمّى بالسيادةِ والقيادةِ،
والتعهّرِ والقيودْ.
إنّي أرى وطني السجينَ بقبضةِ الجزّارِ،
والاسمُ المدلّلُ بالمقاومِ والممانعِ والسديدْ.
إنّي أرى جثثاً لأطفالٍ،
وأحلاماً لذاكرةٍ،
وأشلاءَ البكارةِ والنهودْ.
إنّي أرى الألوانَ شاحبةً،
رسالتُنا الجميلةُ والأخيرةُ من وليدْ.
إنّي أرى سيفاً عن الأعناق،
لا لا لن يحيدْ.
قالوا:
هو الوطنُ الأمانُ بذبحِنا،
دعسُ الكرامةِ،
دوسُ إنسانيّتي،
هتكُ الضميرِ بإذنِهِ مولى العبيدْ.
إنّي أرى من عمْقِ مأساةٍ يشعُّ وصولُنا،
إنّي أرى فجراً جديدْ.
ـــــــــــــــــــــــــ ـ
منقول