كنت أصدقهم
حين يطمئنوننا بأن الجنة لنا وحدنا.....وان كل من لا يدين بدين الإسلام فهو كافر..فهكذا تعلمنا.
وكُنت أُصدِّقهم في نجاسة الكلابرغم تعايش هذا الحيوان الوفي منذ الخليقة مع الانسان وبالقرب منه...
وأن النساء ناقصات عقل ودين وأنهن حبائل الشيطان......وغير ذلك كثير.
وان اي حديث او رواية يكتب تحتها اسم الرسول او احد الأئمة حديث صحيح يؤخذ به وان كان مخالفاً للفطرة او الشرع .
فلما كَبُرَ سني واشتد عودي وجدت من بلاد الإسلام ما هي أكبر بلدان العالم في زراعة المخدرات وتعاطيها.
ووجدت بلاد العرب هي الأشد تخلفا من الوجهة العلمية والحضارية والإنسانية والأخلاقية بالعالم ...
ووجدتنا نحرز الصفوف الأولى على العالم في التحرش بالنساء.
وبلدان العرب هي تحرز المراكز السفلى في الشفافية وحرية الكلمة.
ووجدت دولة وليدة داخل الكيان العربي اسمها (إسرائيل) تتقدم في البحث العلمي والصناعة والتعليم ....بل وصارت خامس دولة بالعالم في برنامج حرب الكواكب...وفشلت مؤخرا في إنزال مركبة فضائية على سطح القمر.....بما يدلل على نشاطها العلمي وتقدمها.
ووجدت بلدا مسيحيا وهي (إثيوبيا) تحرز المركز الأول على العالم في تنامي معدلات النمو الإقتصادي...بينما جارتها المسلمة وهي دولة (إريتريا) تموج في التخلف.
ووجدت العنصرية ببلاد العرب....ووجدت الطائفية ببلاد العرب....ووجدت الإساءة للإنسان والحيوان على السواء... ببلاد العرب.
ووجدت دولاً عربية لا تزال تعمل بنظام الملوك والسلاطين.... وحتى النُظُم الجمهورية بدول العرب فهي في غالبها إنما هي نُظُم ملكية مقنعة بقناع النظم الجمهورية.
ووجدت بانه لا كرامة للبحوث العلمية ولا الفقهية ببلاد العرب....فترانا وكأننا قد خُلقنا للنقل والتقليد واعتبرنا الإبداع والتطور رِجْس من عمل الشيطان إلا إن كان مستوردا
وكنا نرعى الغنم على كنوز من الذهب الأسود...فجاء بنو الإنس من كل الديانات والملل فأزاحونا وأغنامنا واستخرجوا البترول من تحت أقدامنا وحوافر أغنامنا.
ووجدت أموال البترول يتم توجيهها لشراء الأسلحة التي لا لزوم لها ولا يستصلحون بها أراضي السودان وأوغندا الخصبة التي لا تجد المال ولا الأفراد لزراعتها...فلا تعاون بين العرب لإحداث أي نماء استراتيجي ببلاد العرب.
وترانا نتعالج من أمراضنا بأجهزة وأطباء اليهود والمسيحيين ونحن نجزم بأنهم كافرين وأنهم أهل النار....فهل جعل الله علاجنا على أيدي الكفار لندخل نحن الجنة ويدخلهم هم النار؟.
فهل نحن خير أمة أخرجت للناس أم أن القران يقصد أمة أخرى غيرنا؟.وهكذا تأكدت باني عشت كذبة كبيرة دفعتني للتخلف الحضاري....وظننت بأن أهل الغرب يكيدون لي لأنهم يغارون مني ومن ديني.....فهكذا أفهموني وهكذا صدقتهم.
لقد سكن اليهود والمسيحيون ناطحات السحاب بينما ظللت أنا أعاني من نطح الغنم وعواء الكلاب وحين سلكت مسلكا إنسانيا وتنويريا لفهم ديني الإسلامي
قاومت سبي النساء وأفهمتهم بأنه ليس فضيلة....وأن العدوان على الدول بغرض نشر الإسلام ليس بطولة....وأن تكفير العصاة ليس من تعاليم رب العالمين.....وأن نزف دماء المرتدين ومن تركوا الصلاة وقتلهم ليس من الإسلام.....فكل ذلك من ضلالات بعض السلف والتراث الملغوم بالأخطاء الواضحة .
المستشار احمد ماهر