بيرزيت تقاوم الاحتلال بإحياء التراث الفلسطيني



المصدر:
رام الله - محمـد الرنتيسي

يرتبط اسم بلدة بيرزيت شمالي مدينة رام الله، بأشجار الزيتون، التي تكسو تلالها، فتمنحها جمالاً خاصاً، كما يرتبط بالجامعة التي تحمل اسمها، ليرسخ في ذاكرة أجيال نهلت من علمها، وليصبح معروفاً في أرجاء الأرض.
وتعرف البلدة باهتمامها الكبير بالتراث الفلسطيني، الذي يعدّ من المكونات والمرتكزات الأساسية للهوية الفلسطينية، إذ تتجلى فيه خصوصية الفلسطينيين، ويعكس تاريخهم الضارب في عمق التاريخ، منذ الكنعانيين. ويمثل الموروث التراثي الفلسطيني، ثروة ضخمة لأهالي بيرزيت.
حيث التقاليد الشعبية والطقوس المتوارثة في شتى مجالات الحياة الفلسطينية، كالحرف التقليدية، والفنون التشكيلية، والفلكلور الشعبي، والفن المعماري، ما يستدعي حماية هذا التراث، الذي يواجه أعتى سياسات التهويد، من قبل أطول وأشرس احتلال عرفه التاريخ، ومحاولاته اليائسة لطمس الهوية الفلسطينية، ومحو كل ما يثبت تجذر الفلسطينيين في أرضهم منذ آلاف السنين.
ولأن المحافظة على التراث الفلسطيني، في وجه الروايات التهويدية، يعني ضمان الحفاظ على الوجود الفلسطيني، على هذه الأرض، ينشط الأهالي في بيرزيت، في تنظيم تقليدهم السنوي «أسبوع بيرزيت للتراث الفلسطيني»، والذي يشمل العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية، التي تعنى بإحياء التراث الفلسطيني، وتتنوّع ما بين الفن والمعمار والتراث.
والمعارض الأدبية والعلمية، إلى جانب الصناعات المحلية والحرف اليدوية، والمأكولات التراثية والأزياء الشعبية، وتزيّنها الدبكة والفلكلور الشعبي الفلسطيني، وتتجلى فيها مسيرة العرس الفلسطيني. تبرز في الأسبوع التراثي، مسابقة زي العروس، من خلال استعراض كرنفالي للعديد من الفتيات الفلسطينيات، وهنّ يرتدين ثوب العروس التقليدي، الذي اعتادت العروس الفلسطينية على ارتدائه يوم زفافها، قبل النكبة الفلسطينية 1984، لتعزيز دور المرأة في الحفاظ عليه، كي يبقى تراثاً تتناقله الأجيال. مسك الختام، بمسيرة الفرح، والزفة الفلسطينية، وتتخللها الأهازيج التراثية القديمة، والأغاني الشعبية الخاصة بالعرس الفلسطيني، والتي تدحض روايات الاحتلال الخرافية، بحقه المزعوم، ولو بشبر واحد في الأرض الفلسطينية.