حكومتنا، تعطي كل ذي حق حقه! وتتبرع احياناً لسداد ديون الاخرين او دفع الدية عنهم.. حكومتنا منصفة، وكريمة ايضاً، ومن طباعها ان ترفع الغبن عن (المظلومين) وان كانت غير متسببة فيه!!
ولهذا، فليس غريباً منها وعليها ان تدفع دية لامريكيين اذاهم النظام السابق نفسياً!!حبس بعضهم عند احتلاله للكويت، ووضع اخرين منهم في المناطق المهددة بالقصف الامريكي في داخل العراق.. ومبلغ الدية هذا متواضع ولا يستحق الذكر، انه اربعمائة مليون دولار لا اكثر. ستدفعها (حكومة الوحدة الوطنية القانونية بكل تفاصيلها) عن طيب خاطر، حتى لا يقال بأن العراق يؤذي ولا يعوض. ولحكومتنا اسوة بأخرين من الحكام العرب الذين دفعوا مبالغ هائلة الى امريكيين وانكليز وايطاليين والمانيين وغيرهم.
المهم، لدى حكومتنا، هو السمعة الحسنة، وها هي تدفع من اجل حماية سمعة العراق وحرصاً منها على ان تظل صفحته بيضاء ناصعة! فما قيمة المال اذا ثلم الشرف لا سمح الله؟!بعض اعداء الحكومة غير المنصفين يأخذون عليها كرمها واريحيتها بدفع الدية لابناء (العم سام) الذين اذاهم النظام السابق نفسياً قبل عشرين عاماً! اذ يقول احد هؤلاء (المغرضين) بأن حكومتنا كانت تتذرع بأن العراق (الجديد) غير مسؤول عن افعال الحكومة السابقة..على اعتبار ان الشعب العراقي يدفع ثمن فعل لم يرتكبه ولا يد له فيه، وكانت هذه حجة تواجه بها الكويت وايران والسعودية والخادمات الفلبينيات والماليزيات وحتى بنات الهوى اللواتي قطعت (ارزاقهن) بعد احتلال الكويت!! فكيف، بفعل لا يتماهى مع تلك الذريعة؟! وهل، بفعلها هذا، تستطيع الحكومة ان ترفع نفس الحجة حين تطالبها الدول التي خصها مجلس الامن بتعويضات ما بعد غزو الكويت؟!
يقول احد (كارهي) الحكومة، وهم قلة كما تعلمون!! ان عديد الامريكيين الذين تعرضوا الى (ازمة نفسية) جراء حبسهم او احتجازهم في مناطق حيوية يخشى النظام السابق عليها من القصف الامريكي، ان عديدهم لا يزيد على المئة في احسن تقدير.. ومعنى هذا ان (حكومة الوحدة الوطنية) تدفع اربعة ملايين دولار لكل امريكي عن ايذائه نفسياً قبل عقدين من الزمان! ويتساءل هذا (الكاره) قائلاً: متى تطالب حكومتنا (الوطنية) بتعويضات لنا نحن العراقيين عن قتل مئات الالاف منا وحبس اكثر من مليون عراقي طوال سنوات الاحتلال السبع، وكذلك عن الايذاء النفسي الذي تعرض له العراقيون منذ التاسع من نيسان عام 2003 وحتى اليوم على يد القوات الامريكية المحتلة للعراق؟
ويضيف هذا الكاره قائلاً: هل تجرؤا (حكومة الوحدة الوطنية) على القول لامريكا: عوضونا بعد ان عوضناكم؟! السنا بشر مثل الامريكيين، ام ترانا الحكومة (حكومة الوحدة الوطنية) اقل شأناً؟!
رياض رحيم العوادي