ما إن اكتمل إعداد المشناه، حتى تبينت الحاجة إلى "تفسير" لها، فجاءت الغمارا. فيما بعد، حين ظهر التلمود في صيغته النهائية، اتضح أن هناك حاجة لشرح له. وتبلورت التفاسير المنظمة الأولى للتلمود (وهي تختلف عن الملاحظات المحدودة) في القرن العاشر. ويعتبر تفسير راشي (الحاخام سليمان بن يتسحاق)، من القرن الحادي عشر، أكثر المؤلفات من نوعه انتشاراً وأعظمها تأثيراً.
كتب الحاخام موسى بن ميمون (1135-1204) أول تفسير شامل للمشناه بكاملها، وهو مؤلف بالعربية تُرجم إلى العبرية في أواخر القرن الثالث عشر.
وتفاسير التلمود، بما فيه المشناه، ضافيةً إلى حد أنها تطبع بحروف صغيرة للغاية، فتحتل نصف، إن لم يكن جلّ الصفحات في مجلد عادي للتلمود. وفي صفحة عادية للتلمود، يكون نص قصير محاطاً بتفسيرين: تفسير راشي، وتفسير التوسافوت، وهو حصيلة مجهود الحاخامين في الفترة بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر. ويشير هؤلاء إلى مواضيع أخرى في التلمود لإيضاح أمور يبدو أن فيها التباساً. وفي هوامش الصفحة، تحيط بالتفاسير المذكورة تصحيحات للنصوص، وإشارات إلى نصوص من الكتاب المقدس، وملاحظات تخصصية مختلفة.