التوراة الشفاهية هي تفسير تحليلي للتوراة المدوّنة. وتفيد التقاليد الموروثة أن التوراة الشفاهية أنزلت على سيدنا موسى في جبل سيناء، ثم نقِلت أباً عن جد بواسطة خيرة القوم والزعماء الدينيين. مع بدء القرن الثاني ق.م.، وخاصة بعد تدمير الهيكل المقدس الثاني (عام 70 ميلادي)، أخذت تقاليد وتفاسير مختلفة تنتشر بين الناس، فبادرت الزعامة الدينية إلى تصنيف التفاسير وتحريرها. وأسفرت هذه المبادرة عن مؤلَّف قام بتحريره وتنظيمه الحاخام يهودا هاناسي (في القرن الثاني للميلاد)، وسمي المشناه، وهي كلمة تعني "التكرار" أو "التعليم". والحكماء الذين ترد تعاليمهم في المشناه يُعرفون بإسم "تنائيم". واستمر عصر التنائيم، الذي تم خلاله جمع مواد المشناه، منذ تدمير الهيكل المقدس الثاني حتى بداية القرن الثالث للميلاد.
وتنقسم المشناه إلى ستة أبواب، يضم كل منها فصولاً، يقدر عددها بـ 63 فصلاً. ويشمل كل فصل عدة فصول ثانوية، تنقسم بدورها إلى عدد متباين من التعاليم، يُعرف كل منها أيضاً باسم مشناه (جمع: مشنايوت).
هناك مواد أخرى من تلك الفترة لم تُدرج في المشناه، ولكنها توجد ضمن التوسفتا أو في التعاليم الإضافية المعروفة بإسم برايتوت، والواقعة ضمن مجموعتي التلمود. وتكاد كتابة المشناه والمادة الاضافية تقتصر على اللغة العبرية.
وتُعتبر المشناه كذلك مصدراً هاماً فيما يتعلق بطقوس الهيكل المقدس والعادات والتقاليد التي كانت متبعة في تلك الفترة.