ما عاد يُشغلني من غاب أو حضرا
و ليس يُسعدني من جاء أو هجرا
فَقَدتُ قلبي إذ زادت مواجِعُه
فالقلبُ كالعودِ إن أثقلتُه كُسِرا
قد كنتُ كالطفلِ أبكي حين تلسعُني
هذي الحياةُ إذا قلبي بها عبرا
فصرتُ أضحكُ إن جاءت بنائبةٍ
و قلتُ للدهرِ مني فلتكن حَذِرا
أنا الذي أدمن الأحزان مُذ بدأت
أيامُه تُبــصِرُ الأيـامَ و العِبرا
فتحتُ قلبي سماءا لا حدود لها
و قلتُ للحبِ فيها فلتكن قمرا
و قلتُ للغانيات الحبُ مذهبُنا
و ليس يُحزننا من تاب أو كفرا
و كم تعِبتُ مع الاصحابِ أُرشِدُهم
لكنَّ من فَقَدَ الإبصارَ كيف يرى!
و للأماني سماءٌ داخلي فأنا
سبعٌ سموات لكن أُشبه البشرا
و لم أزل في طريقي للعلى فأنا
بالحب و الحزن أغدو أعظم الشعرا