.: الجزء الثاني؛ في أحوال فاطمة العليلة (سلام الله عليها) :.

« وداع الأمام الحسين لها »
فـاطم تـون وتـسحب اذيـال المصيبه ... تـنـادي يـبـويه لا تـخلّوني غـريبه
اخـذوني يـبويه ولا تـخلّوني بـلديار ... يـنتحل جـسمي وبـالضّماير تشتعل نار
مـن شـوفتي ابيوتك عليها سافي اغبار ... جـيف الـبصر لـو نـوّخ الوافد نجيبه

الـوافد شـقلّه لـو لـفى يـا سر لوجود ... خـذني يـبويه اويـاك لو قلّي متى اتعود
ضـمها الـصدره والـدّمع يجري بلخدود ... وقـلـها يـبنتي الـقلب زيّـدتي لـهيبه

ردّي الـمنازل يـا عـزيزه وانـدبيني ... وقـطـعي الـرّجا مـنّي ولا تـترقبيني
صـاحت يـبويه فـرّقوا بـينك وبـيني ... وصـدّت لـبو فاضل تنوح وتنتخي به

خـرّت تحب إيده وراسه صعب المراس ... اتـقلّه يـعمّي افراق ابويه ايشيّب الرّاس
اتـوسّل بـبويه حـسين ياخذني يَعبّاس ... روحـي تـرى راحـت يَسردال الحريبه

مـتـعجّبه مـنـكم يـفـرسان الـحميّه ... كـلـكم غـيورين و شـيمكم هـاشميّه
نـشّـف يـعمّي دمـعتي والـتفت لـيّه ... وخـاطـب أبـويه لا يـخلّيني غـريبه

قـلّه يـخويه هـالبجا و الـنّوح فـتني ... وبـنـتك تـراهي هـالعليله ذوّبـتني
قـلّـه شـسـوّي وكـتـبة الله قـيّدتني ... مـقدر أشـوف ادمـوعها ابخدها سجيبه

هـذي مـهي مـكتوب تـتودّى هـديّه ... ولا هـي يـخويه مـن سبايا الغاضريّه
ردّي يـبـويه وردّتـك غـصبٍ عـليه ... وطـلبي مـن الله ايـعودنا لـديار طيبه

خـرّت تحب رجله وتصيح بقلب مفتوت ... خـذني تـرى ينتحل منّي الجسد واموت
مـقدر على الوحده وعلى امعاين هلبيوت ... ظـل يـنتحب والحرم ضجّت من نحيبه

ردّت ابـحسرتها و سـاق الـظّعن عنها ... نـوبٍ تـقوم ونـوب تـوقع من حزنها
ومـن رجـعة اخوتها وأبوها انقطع ظنها ... وتـقول راح احجاب صوني منين أجيبه
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

« وصول كتاب العليلة للحسين »

مـرسول جـا بـخطّ العليله الغاضريّه ... وشـاف الـسّبط مـفرود بين جنود أميّه

طـب وتـدنّى يَـمّ أبـو سكنه وحيّاه ... مـفرود شـافه والـعساكر تزحف حذاه
ومـصرّعه رجـاله عن شماله ويمناه ... سـلّم لـه الـمكتوب وابـداه بـالتحيّه

ردّ الـسّلام وقـال جـيتك يا فتى منين ... قـلّه من ارض طيبه أنا مرسول يحسين
بـبيوتكم حـرمه غـريبه انـتو مخلّين ... فـنها الـنّياحه كـل صباح وكل مسيّه

تـشكي مـن الوحده الجفا وتكْثِر عتبها ... وتـخـتنِق بـالعبره ويـسبقها نـحبها
تـصيح الـغصص كلها عليّ الدّهر ذبها ... أنـعـى واعــد أيـام بـديارٍ خـليّه

هلّت دموعه وجذب حسره وفض لكتاب ... يَـمْ جـسم لكبر وقّف ومنّه القلب ذاب
وقـلّه يـنور العين دنهض عن هالتراب ... واسـمع سـلام اخـتك وعـتبتها عليّه

وصـد لـلشّريعه والقلب بالوجد مشبوب ... يـنده يـعبّاس انـتبه عـاين يَـمَهيوب
مـن بنت اخوكم ياعضيدي جاي مكتوب ... تـنـتظر رجـعتكم ورجـعتنا سـويّه

لـلخيم ردّ يـصيح زيـنب يـا حزينه ... طـارش وصـل بـيده سلام من المدينه
مـن فـاطمه وتـعتب من اللوعه علينا ... ظـنّت نـسيناها ومَـتَدري شـالقضيّه

و أدّى الـتّـحيّه لـلعليل مـن الـعليله ... شـافه مـسجى وصاح زينب سنّدي له
يـمّه قـعد قـلّه عـسى احوالك جميله ... تـجلّد ووَنّ و فـتح عـينه بْوَجْه ابيّه

وقـلّه يـبويه ويـن صاحب هالرّساله ... مـن ارض المدينه جاي لابد من سؤاله
حـالة الـمحزونه الـعليله شـلون حاله ... بـالليل أظـن مستوحشه وتصبح شجيّه

« نوح الغراب على منزل الحسين »

مـن هـالذي تـنعاه يَـغْراب الـمنيّه ... ذوّبـت قـلبي وهـيّجت حـزني عليّه

بهالبيت وحدي وشيّبت راسي المصايب ... راحـوا وخـلّوني وحـيده شبال غالب
وكـلمَن سـألني قلت ابويه حسين غايب ... كـل يـوم اقـول اليوم أبويه يعود ليّه

ومـن سـافروا ما شوف منهم خبرجاني ... وشـيخ العشيره حسين ضيّعني ونساني
وانـا عـليله والـمرض غيّر الواني ... مَـقْـدَر أعـاين دورهـم كـلها خـليّه

وانـجان عـندك خبر عنهم خيّموا وين ... بالله دِخّـبرني واظـنّك نـاعي الـبين
قـلها يـفاطم جـدّدي الماتم على حسين ... لا تـرتجينه يـعود الـج يـا هـاشميّه

صـاحت ودمع عيونها قرّح من النّوح ... أرد انـشدك ميّت على فراشه لو مذبوح
قـلها تـركته بـكربلا بالشّمس مطروح ... عـاري الـجسد تسْحق عليه الأعوجيه

حـنّت ونـادت و الـدّمع بالخد سجّاب ... انـجان شفْت حسين مرمي فوق التراب
مـاظلّ الـي من عزوتي شيخٍ ولا شاب ... كـلهم طـبق راحـوا ودهري خان بيّه

قـلها يـفاطم جـاسم ولَـكبر وعبّاس ... مـا واحد إلا وصدره بخيل العدا انداس
ولا شـفت مـنهم واحد على جثّته راس ... والـرّوس كـلها فـوق روس السّمهريّه

نـادت اخـبرني يـا غراب البين عنهم ... وارَوا جـثثهم لـو بـقوا مـحّد دفـنهم
ويا هو البقى لارض المدينه يرد ظعنهم ... ويـاهو الـذي يـباري ظعون الهاشميّه

قـلها زجـر سـاق لظعون بذيج الايتام ... وشـمر الـخنا قوّض براس حسين قدّام
ودّوهـم الـكوفه وتـالي راحـوا الشّام ... وزيـنب جـسمها نـحّله ركوب المطيّه
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
يتبع الجزء الثالث