النهار خُلِقَ أولاً أم الليل ؟
*
عَنْ الْإِمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَنِي بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ :
النَّهَارُ خُلِقَ قَبْلُ أَمِ اللَّيْلُ ، فَمَا عِنْدَكُمْ ؟
فَأَدَارُوا الْكَلَامَ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ .
فَقَالَ الْفَضْلُ : أَخْبِرْنَا بِهَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ .
فَقُلْتُ : نَعَمْ ، مِنَ الْقُرْآنِ أَمْ مِنَ الْحِسَابِ ؟
قَالَ الْفَضْلُ : مِنْ جِهَةِ الْحِسَابِ .
فَقُلْتُ لَهُ : قَدْ عَلِمْتَ يَا فَضْلُ أَنَّ طَالِعَ الدُّنْيَا السَّرَطَانُ وَالْكَوَاكِبُ فِي مَوَاضِعِ شَرَفِهَا ، فَزُحَلُ فِي الْمِيزَانِ وَالْمُشْتَرِي فِي السَّرَطَانِ وَالشَّمْسُ فِي الْحَمَلِ وَالْقَمَرُ فِي الثَّوْرِ ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى كَيْنُونَةِ الشَّمْسِ فِي الْحَمَلِ مِنَ الْعَاشِرِ مِنَ الطَّالِعِ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ ، فَالنَّهَارُ خُلِقَ قَبْلَ اللَّيْلِ .
وَأَمَّا فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ﴾ .
أَيْ قَدْ سَبَقَهُ النَّهَارُ.
*
المصدر : (البحار : ج54، ص226، عن تفسير العياشي.)