ماذنب الرضيع؟
خرج الإمام الحسين عليه السلام إليهم، وكان من عادته إذا خرج إلى الحرب ركب ذا الجناح، وإذا توجّه إلى الخطاب كان يركب الناقة ، ولكن في هذه المرّة خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع، وكان يظلّله من حرارة الشمس، فصاح: أيّها الناس، فاشرأبّت الأعناق نحوه، فقال عليه السلام : أيّها الناس، إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار؟
اختلف القوم فيما بينهم، فمنهم مَن قال: لا تسقوه، ومنهم مَن قال: أُسقوه، ومنهم مَن قال: لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية ، عندها التفت عمر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي لعنهمت الله وقال له: يا حرملة، اقطع نزاع القوم
يقول حرملة: فهمت كلام الأمير، فسدّدت السهم في كبد القوس، وصرت أنتظر أين أرميه ، فبينما أنا كذلك إذ لاحت منّي التفاتة إلى رقبة الطفل، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين عليه السلام كأنّها إبريق فضّة
عندها رميته بالسهم، فلمّا وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدّة الظمأ، فلمّا أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قماطه واعتنق أباه الحسين عليه السلام ، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح ، عنذئذ وضع الحسين عليه السلام يده تحت نحر الرضيع حتّى امتلأت دماً، ورمى بها نحو السماء قائلاً: اللّهمّ لا يكن عليك أَهون من فصيلِ ناقة صالح. فعندها لم تقع قطرة واحدة من تلك الدماء المباركة إلى الأرض
قال الإمام الباقر عليه السلام : فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض
وقال إمامنا المنتظر صلوات الله وسلامه عليه وعجل الله فرجه الشريف : السلام على عبد الله بن الحسين ، الطفل الرضيع ، المرمي الصريع ، المتشحط دما ، المصعد دمه في السماء ، المذبوح في حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي وذويه
الكبريت الأحمر - معالي السبطين - الزيارة الناحية المقدسة