يدل عدم ورود إشارات من سكان كواكب أخرى محتملين وغياب أية آثار واضحة لوجودهم في الكون على أن الحياة العاقلة تبعد عن الأرض ما لا يقل عن 1.5 ألف سنة ضوئية.
أعلن ذلك علماء الفلك الأمريكيون في المؤتمر السنوي لاتحاد علماء الفلك في الولايات المتحدة.
وكان عالم الفلك الأمريكي فرانك درايك قد وضع منذ 50 عاما معادلة لحساب عدد الحضارات العاقلة في مجرتنا والتي يمكن الاتصال بها. وذلك في محاولة لتقييم احتمال العثور على العقل والحياة خارج الأرض.
لكن عالم الفيزياء المشهور أنريكو فيرمي طرح ردا على تفاؤله في شكل المفارقة المعروفة بـ"مفارقة فيرمي" التي تفيد بما يلي:"لو كانت الحضارات خارج الأرض بهذه الكثرة، لماذا لا ترى البشرية أي أثر لها؟".
وقد حاول العلماء حل تلك المفارقة بطرق عدة. ومن ضمنها الإشارة إلى شذوذ الأرض حيث يقال إنه لا بد من توفر ظروف فريدة من نوعها كي تتكرر مراحل تطور كوكبنا. وهناك ملايين من الظروف والأمور يجب أن تتطابق كي يحدث ذلك.
وكان الباحثان يرفانت ترزيان و إيوان سولومودينيس في جامعة كورنيل الأمريكية قد طرحا فرضية اخرى حيث قاموا بقياس عدد كواكب خارج المنظومة الشمسية التي يمكن أن تبلغها الإشارات التي تولدها البشرية.
وقال العالمان إن البشرية بدأت في إنتاج إشارات تنتشر بسرعة الضوء قبل قيام غاغارين بأول رحلة فضائية بكثير. وذلك بعد اختراع الراديو والتلفزيون. ويفترض أن تبلغ إشاراتنا كواكب اخرى تقع ضمن مجال يعادل قطره نحو 160 سنة ضوئية . وحاول الباحثان احتساب عدد العوالم الواقعة ضمن هذا المجال. وقد دلت حساباتهم على أن الكواكب يقل عددها عن نسبة 0.001% من أجمالي كواكب مجرتنا ، أي ما يعادل نحو 3 آلاف نجم وعدد أقل من هذا من الكواكب. اما الكواكب التي تصلح للحياة العاقلة فإن عددها ضئيل جدا وهو غير كاف للحصول على تقييمات دقيقة لعدد الحضارات العاقلة في درب التبانة.
ويعتبر هذان العالمان أن البشرية يجب أن تنتظر 1500 سنة كي تظهر لديها فرصة لإقامة اتصال بعقل خارج منظومتنا الشمسية لأن "مجال التواصل" بعد مرور تلك الفترة (1.5 ألف سنة) سيشمل ما يقارب نصف نجوم مجرتنا.