سيرة ذاتية:
أبو العلاء المعري ( 363- 449)
هو أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد التنوخي (نسبة إلى تنوخ بطن من اليمن)
المعري ( نسبة إلى معرة النعمان)، الشاعر، الفيلسوف، الكاتب، المؤلف
وهو ينتمي إلى أسرة ذات مكانة، ووجاهة، وثراء، وصلة بالأدب والقضاء. فأبوه كان قاضيا، وأمه من آل سبيكة ( أسرة حلبية مشهورة)
أصيب المعري بالجدري في الثالثة من عمره ففقد بصر إحدى عينيه وأصيبت الثانية، ثم عمي تماما في السادسة
تتلمذ على يد أبيه، وغيره من علماء المعرة، ثم طلب العلم فيما حوله من مراكز الحضارة مثل أنطاكية وطرابلس واللاذقية وحلب، ولما عاد - وهو في العشرين - إلى المعرة كان مكتمل النضج، وافر الثقافة، وتكسب مدة بشعرة، واتصل بكبار أهل عصره، ثم اقتنع من ذلك بدخل، يدره عليه وقف خاص به، يقدر بثلاثين دينارا
وسافر أبو العلاء إلى سنة 378، وطالت رحلته فوصل إليها سنة 399 فاختلط برجالات بغداد، وعلت مكانته بينهم، ولكنه لم يسلم من الأذى، فغادر بغداد سنة 400 إلى المعرة، ثم انعزل في منزله يكتفي بالقليل الذي يأتيه من الوقف، وفتح بيته لطلاب العلم والمعرفة، وقضى عمره في التأليف والتعليم، وقرض الشعر الذي ضمنه آراءه في الحياة
عاش حياة تقشف وعبادة، في طاعة وابتعاد عن المعاصي، وسمى نفسه رهين المحبسين (العمى ولزوم بيته)
وقد توفي سنة 449، ودفن ببلده، عزيزاً كريماً
من أبرز آثاره:
لزوم ما لا يلزم، سقط الزند، ضوء السقط، رسالة الغفران، رسالة الملائكة.. وغير ذلك من الآثار الشعرية والنثرية.
قصيدة اللزوميات
إذا لــــم تكـُـنْ دنيـَــاكَ دارَ إقـامـةٍ
فمــا لكَ تبنيهــا بنَـاءَ مُـقـيـــم ِ؟
أرى النسـلَ ذنبـًـا للفتى لا يُقــالُــهُ
فلا تنـكحَـنَّ الدهرَ غيرَ عقيـــم ِ
وأعجبُ من جهــلِ الذيـن تكاثروا
بمجـدٍ لهم من حادثٍ وقـــديــم ِ
وأحلفُ ما الدنيــــا بــدار كـرامــةٍ
ولا عمرَتْ مِنْ أهلهــــا بكريم ِ
ســأرحــلُ عنهــا لا أؤمِّـــل أوْبـَـة
ذميمًا تولَّى عـــنْ جوارِ ذمِيــم ِ
وما صحَّ وُدُّ الخـِـلِّ فيهـــا وإنـَّمَــا
تغـُـرُّ بـــودٍّ في الحيــاة سَقيـــم ِ
فـــلا تتعـــلل بالمُـــدام وإن تجـُــزْ
إليها الدَّنايا فاخــشَ كـلَّ نديـــم ِ
وجدت بني الدنيــا لدى كل موطِنٍ
يعـُــدونَ فيهـــا شقــوة كنَعيـــم ِ
يزيــدُكِ فقــرا كلمــا ازددتَ ثروةً
فتـُلـفى غنيـًّـا في ثيــــابِ عديم ِ
فســـادٌ وكــونٌ حــادثــان كِلاهُمـا
شهيدٌ بأنَّ الخلـــقَ صنـعُ حَكيم ِ