رايتهُ في وهجهِ غريقْ
رايته في جرحهِ بليغْ
رايته في حزنهِ عميقْ
رايتهُ من سكرةٍ في الحبِ لا يفيق
رايتُ في إغترابهِ ياقوت
جناحُه الأيمنُ من زمردٍ
جناحُه الآخرُ من عقيقْ
محلقا في موتهِ
اليومي يصنع الغدَ العريقْ
رايتهُ في غيهبِ القيدِ طليقْ
رايته لكل مكلوم شقيق
رايته لا يقتفي الطريق
يذهب حيث لا طريق
فخطوهُ يبتكرُ المسار
مخلفاَ من تحت كل خطوةٍ مزار
ووسط كل شاهق الجدارفجاَ عميق
لآنه يؤمن بالجمالِ في احلامهِ
يشبُ في جناحهِ التحليق
لكن جدرانَ سمائنا تعيق
يؤلبُ الحبَ على الجراح والعقوق
في كل نشوةٍ له نديم
في كلِ فكرةٍ له غريم
في كلِ صلبة له مسيح
في كل عطفة لحلمه ضريح
في كل قطرة له من دمهِ شروق
رايتُ اسرابَ اليمام تنتشي
تنهل من عينيه رشفة البريق
رايت قلبَه لكل طلعِ نخلةٍ عشيق
رايته لكل زهرة رحيق
رايته في توقه حريق
في ضوئه توضأت جمهرةُ الشموس
يحلو لها من عطشٍ على شفاهِها يدوسْ
تسجد قبل مغرب الجمال
رايتُ جرحَه يرى مالا يرى
نبأهم بالسيلِ والطوفان
كذبوا الرؤى
وحشدوا من حولهِ الجدران
فجرفتْ روحُهم السيول
رأيتني
ألصق أُذنييَ على بوابةِ الروح
وأُصغي للنزيف بذهولِ الأنبياء