البُرجوازِيَّة في الأدب والفنون هي الحالة الفنية أو الأدبية التي يغلب عليها طابع الترف الفني أو الأدبي بعيدًا عن طرح القضايا التي تلامس مشاكل الشعوب، وفي علم الاجتماع البُرجوازِيَّة عُرفت على أنها طبقة وسطى ظهرت في عصر نهضة أوروبا، وكانت هذه الطبقة تفصل بين طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء، ولاحقًا أصبحت الطبقة التي لديها وسائل الإنتاج في النظم الرأسمالية، وتمتلك رأس المال وتحكم سيطرتها على المجتمعات، أما أفراد هذه الطبقة فهم غير منتجين، ولكنهم من يعيش من مردودات أنشطة العمال، وفي أصل البُرجوازِيَّة طبقة ظهرت في المجتمع الفرنسي، ولهذا يعود أصل الكلمة Bourgeoisie الذي هو مصطلح فرنسي مُشتق من كلمة Burgeis، وتعني بالفرنسية شريحة من الطبقة الوسطى، يختلف فهم الناس للبُرجوازِيَّة من منطقة لأخرى في العالم، أي باختلاف المجتمعات وثقافتها، ففي المجتمعات الشيوعية البُرجوازِيَّة تعني شيئًا غير محبب ومنتقد، فقد كان يطلق كارل ماركس على المستغلين من البُرجوازِيَّن " برجوازيين مُتعفنين"، ولكن في نفس الوقت وبالرغم من عيوبها فقد كان للطبقة البُرجوازِيَّة دور كبير في نجاح الثورة الفرنسية، إذ إنها هي من مولت الثورة حتى تحقق لها النصر. [١][٢] أهم الحقائق عن البُرجوازِيَّة فيما يأتي أهم المعلومات المتعلقة بالبُرجوازِيَّة، وهي كالآتي : [٣] البُرجوازِيَّة هي طبقة اجتماعية كانت بين طبقتي النبلاء والفلاحين الفقراء، وقد تطورت في المدن أثناء الثورة الصناعية في أوروبا، إذ كان لها الدور المهم في تحجيم طبقة النبلاء وإنهاء سلطاتهم. اقترن اسم البُرجوازِيَّة بالمدينة كونها خرجت من التجمعات السكانية التي تتميز بمعالم تختلف عن الريف أو المناطق الزراعية، فقد كان يُعرف سكان المدن بالبُرجوازِيّين. سيطرت البُرجوازِيَّة على المجتمعات في المدن، وعززت مكانة البُرجوازِيّين أثناء الثورة الصناعية، فأصبحت هي أقوى الطبقات الاجتماعية سيطرةً وتحكمًا في الإنتاج الصناعي آنذاك. يرى منتقدو النظام الرأسمالي خاصة المفكرين الشيوعيين ومؤيدي النظام الاشتراكي أمثال كارل ماركس الذي يعد البُرجوازِيَّة طبقة مسيطرة في الدول التي تتبع النظام الرأسمالي، فهي تهيمن على وسائل الإنتاج وتستغل بذلك الطبقة الكادحة التي تٌسمى بطبقة (البروليتاريا)، فهو يقدر في ذلك بأن هذه الطبقة هي من تساعد في إبقاء الأجور في حدها الأدنى، أي خفض التكاليف وبالتالي زيادة الأرباح. قامت الثورة الفرنسية ونجحت في تحقيق أهدافها، وذلك بفضل الطبقة البرجوازية، وكان ذلك في العام 1789م، فهي من وضحت لشعوب أوروبا عدم الخنوع لطبقة النبلاء وحكم الكنيسة. يعد البعض أن القوانين المعمول بها اليوم في أوروبا وأمريكا الشمالية تعود للأسس التي وُضعت عند إلغاء الامتيازات التي كانت ترتبط بطبقة النبلاء وإقصائهم عن دورهم السلطوي، وبالتالي فإن للبرجوازية أثرًا مهمًا في هذا المجال. تُقسم البرجوازية لثلاث طبقات أو فئات، فأعلاها الطبقة البرجوازية العليا، فهي أكثرهم امتلاكًا لوسائل الإنتاج، والبعض يطلق عليها الطبقة الرأسمالية، وتأتي بعدها البرجوازية المتوسطة، وهي من يشغل الوسائل الإنتاجية، أي أنها الوقود الذي تسير عليه البرجوازية العليا، فطبقة المهندسين والأطباء وشركات الصرافة والمهنيين في الاعمال الحرة، هي من تنتمي لهذه الطبقة التي لها أهمية في السيطرة على دورة الاقتصاد، فهو من له القدرة على تعبئة الأفكار وترويجها، وتحريك الشعوب بما يمتلكوا من علم، واخيرًا البرجوازية الصغرى، وهي التي تضم الغالبية العظمى من أفراد المجتمع، كصغار التجار والفلاحين وأصحاب الورش الصغيرة، وهي في مكانة ومستوى معيشي أفضل وهناك الطبقة الكادحة التي تُسمى البروليتاريا. أثر البرجوازية على المجتمعات العربية فيما ياتي أهم تأثيرات البرجوازية على العالم العربي، التي ألقت بمزيد من التخلف الذي ألقى بظلاله على العالم العربي، وهذه التأثيرات هي كالآتي : [٤] يعد البعض أن الغرب أحسنوا استغلال البرجوازية بجميع فئاتها بالرغم من الانتقادات الموجه لها، في حين أن البرجوازية العربية نشأت في ظروف اقتصادية واستعمارية صعبة، فقد ظهرت بفضل الاستعمار أو الانتداب الذي مورس على معظم دول الوطن العربي، بخلاف البرجوازية الغربية التي نشأت بسبب تغيرات طرأت على المجتمعات وفئات الشعب. يعود فشل البرجوازية العربية في تحقيق أي من الأهداف التي حققتها البرجوازية الغربية لعدم التناغم في علاقة أهالي الريف مع أهالي المدن، لا سيما أن أهالي الريف هم من يخلقوا الإنتاج المعتمد على ما ينتجوه من أراضيهم الزراعية آنذاك، الأمر الذي خلق فجوة سمحت للاستعمار الغربي بإدخال رؤوس الأموال للبلاد العربية واستثمارها بالطريقة التي تتوافق مع أهدافه. الأمر الذي ساعد على تغلغل البرجوازية في البلاد العربية فترة ما بعد الاستعمار هو عدم وجود بديل أيدولوجي فكري، وبالتالي كانت الهوية العربية مفقودة في تلك الفترة، مما ساعد على سيطرة البررجوازية الغربية. نظرة انتقاد للبُرجوازِيَّة ينظر البعض للبُرجوازِيَّة على أنها نظام يطلق حرية مرفوضة أخلاقيًا وإنسانيًا، وذلك كونها تشجع رأس المال وما يمتلك أصحابه من سلطة إلى المزيد من الاستغلال بأبشع طرقه، إذ يقول الكاتب كريستوفر كودويل بوصفه للبُرجوازِيَّة وما تحمله من ثقافة على أنها ثقافة محتضرة، فهي من وجهة لا تلبي الحد الأدنى من متطلبات الحياة للبشر، إذ وجدت فقط لخدمة طبقة على حساب الطبقات الآخرى، فهي تجعل عامة الناس تحت رحمة ما يحدث من تقلبات في الأسواق وتحرك رؤوس الأموال، مما يفقدهم الحرية بمعنى الحرية التي خلق الإنسان عليها، بمعنى أن يكون حرًا لا يتبع أحدًا، والكثير من المفكرين والناقدين يعدون الثقافة البُرجوازِيَّة تجرد الناس من قيمهم وتضطرهم للحصول على رأس المال والإنتاج بغض النظر عن ماهيته وما سينجم عنها من أي سلبيات تؤدي إلى تدمير المجتمع وقيمه. [٥]