قبرص.. جارة البحر وحاضنة الأصالة والحداثة



المصدر: نيقوسيا - الإمارات اليوم

التجوال بين مدن جزيرة قبرص يقودك إلى وجهات فريدة تتقاسم المتعة والطبيعة والأصالة والحداثة في آن معاً. فهذه الجزيرة، التي تعد ثالث أكبر جزيرة في البحر المتوسط بعد صقلية وسردينيا، لا يخلو متر مربع فيها من سحر خاص.
فمن عاصمتها التي تجاور البحر نيقوسيا يبدأ المرء باستكشاف المناخ المعتدل في كافة الفصول، حتى في الشتاء، حيث لا برودة قوية تعطل الحركة، ولا حرارة مرتفعة تمنع الزائر من التمتع بمناطر المدينة الجميلة، وتضاريسها التي تخفي مشاهد متنوعة للسياحة تتنوع بين القديم والحديث.
وبينما يتجول المرء في شوارع بيقوسيا يشتم روائح زهور الليمون والبرتقال التي تنتشر على جنبات الطريق، وبين البيوت، لتعطي انطباعاً بالراحة، وتشعر الزائر بأن المدينة مليئة بالخيرات بفضل حفاظ سكانها على الزراعة ضمن المساحات البسيطة التي تحيط بمنازلهم.
تنوع فريد
وإذا ما ابتعدنا عن العاصمة، وبالتحديد باتجاه مدينة ليماسول إلى الجنوب، نستكشف طريقاً مليئاً بالمفاجآت السارة، والسحر الطبيعي الذي لا يتوقف إلى أن تصل المدينة التي تعج بالحيوية والنشاط.
ففي الطريق بين نيقوسيا وليماسول ثمة تنوع نادراً ما يتوافر في المدن الحديثة. فهناك المزارع الوارفة الخضراء، والمصانع والانتاج، والبحر والسياحة.. كل هذه المعالم تقف إلى جانب بعضها لتشكل لوحة فريدة للجزيرة التي ما زالت تحافظ على مكوناتها الطبيعية بألق كبير.
هدوء بافوس
بافوس.. تلك قصة أخرى من الجمال. فهذه المدينة التي تقع في الجنوب الغربي ويقطنها حوالى 50 ألف، تعتبر منتجعاً سياحياً متكاملاً، لما فيها من مقومات السياحة البحرية التي تؤهلها لأنه تكون منافسة لأكبر السياحية على البحر في أوروبا.
وفي بافوس ثمة صوت ينعش الأذهان للموسيقى القبرصية في كل مكان، وسكانها لا يتوقفون عن الترحيب بالزوار في الشوارع والأرصفة البحرية، والمحال التجارية التي تزخر بكل أصناف المنتجات القبرصية واليونانية التي يعتز بها سكان الجزيرة. هذه المدينة تعتبر مكاناً جاذباً لهواة صيد السمك الذين ينتشرون على الشواطئ.
وقد يملس الزائر بسرعة أن بافوس تحتضن حضارة عريقة بمجرد التجول بين شوارعها وحاراتها المنظمة، والأنيقة، والنظيفة للغاية.
قرى سياحية بامتياز
تقع قرية كالوبانايوتيس Kalopanayiotis في وادي دائم الخضرة عند نهر سيتراكوس على المنحدرات الشمالية لسلسلة ترودوس، وهي واحدة من 14 قرية في منطقة ماراثاسا، وهي المنطقة الجبلية الأكثر وعورة في قبرص. تقع القرية على بعد 70 كم من نيقوسيا وليماسول، وهي أول قرية تصادفها عندما تدخل وادي ماراثاسا الذي يقود من نيقوسيا.
وبينما يتمتع المرء بالمناظر الجميلة التي تشكلها جبال ووديان كالوبانايوتيس، يسمع صوت خرير النهر من وادٍ سحيق، ويطل على هذا الوادي منتجع جبلي شهير يسمى "كاسال بانايوتيس السياحي" Casale Panayiotis agrotourism وهو حالة منفردة في جزيرة قبرص ينقل الزائر إلى وجهة فريدة للغاية.
أومودوس
قرية «اومودوس» التي تتميز بطابعها الهندسي القديم وجمالية تخطيطها في مكان يبعد عن ليماسوس 42 كلم، تعتبر مكاناً مثالياً للتعرف إلى النشاط البشري الهائل للقبارصة في إحياء التراث والسياحة معاً.
وقد حرص السكان في قرية «اومودوس» على الانتاج الكثيف للمأكولات والمشروبات الشهيرة لديهم، مع إنشاء مطاعم مميزة بتصاميمها العمرانية الخارجية والداخلية لتعطي الزائر فكرة عامة عن تاريخ القرية العريق.
أيا نابا
الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة القبرصية للسياحة البحرية جعل من بعض المناطق نقاط جذب ساحرة بما تحتويه من كنوز طبيعية تتجلى في المناخ والتضاريس، والبيئة المحيطة، والمنتجعات التي تحافظ على أصالة المنطقة، والآثار والحضارة، وروح المكان العصري المستمدة من حداثة المرافق ورقيها.
و"أيا نابا" تعتبر من أهم هذه المناطق التي تجاور البحر وتشكل عنقود السياحة بين لارنكا وليماسول. وفي هذه المنطقة تتشكل ألوان البحر الفريدة ليقف الزوار منذهلين من طبيعة التشكيل اللوني والبيئي، كأنهم أمام لوحة نادرة.