قصيدة شاعر سوريا الكبير الدكتور محمد مجذوب


يصور الشاعر حرم الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام، وما شاء له المهيمن من العزة والرفعة ، وما شاء لخصمه العنيد (معاوية) من المهانة والضعة، والعاقبة للمتقين.


أين القصور أبا يزيد ولهوهــــــــــا والصافنات وزهوها والســــــــؤددُ

اين الدهاء نحرت عزته علـــــــــى أعتاب دنيا زهوهـــا لا ينفـــــــــدُ

آثرت فانيها على الـــــحق الـــــذي هو لو علمت على الزمـــــان مخلدُ

تلك البهارج قد مضت لسبيلهـــــــا وبقيت وحدك عبرة تتجــــــــــــددُ

هذا ضريحك لو بصرت ببؤســــه لا سـال مدمعك المصير الأســـــودُ

كتل من الترب المهين بخــــــــربةٍٍ سـكر الذباب بها فــــراح يعــــربدُ

خفيت معالمها على زوارهــــــــــا فـكأنها في مجهــل لا يقصـــــــــــدُ

والقبة الشماء نكس طرفهــــــــــــا فبكل جــزء للفنـــــــاء بهـا يـــــــدُ

تهمي السحائب من خلال شقوقهــا والريح في جنبــاتهــا تتـــــــــــرددُ

وكـذا المصلى مـظلم فـكــأنـــــــــه مــــذ كــان لم يجـتـز بــه متعـــــبدُ

أأبا يـزيــد وتلك حكمــــة خــالــق تجــلى على قلب الـحكيم فيرشـــــدُ

أرأيت عـاقـبة الجموح ونــــــزوة أودى بلــبك غــّيهــــــا الترصــــــدُ

تـــعدوا بهــا ظلما على من حـبـــه ديـن وبغضـته الشقاء الســــــرمـــدُ

ورثت شمائــله بــراءة أحمـــــــــد فيـكـاد من بـريده يـــشرق احمــــــدُ

وغـلـوت حتى قـد جعلت زمامهــا ارثــــــا لكل مدمم لا يحـــــــــــمــدُ

هـتك المحــارم واستبـاح خدورها ومــضـى بغـير هــواه لا يتقيـــــــدُ

فأعادها بعـد الهــدى عصبيــــــــة جهـلاء تلتـهم النفوس وتفســــــــــدُ

فكأنما الأسلام سلــعة تاجـــــــــــر وكـأن أمـتـه لآلــك أعـــــــــــــــبــدُ

فاسأل مــرابض كربلاء ويثـــرب عن تـلكم النـــــار التي لا تـخــــــمدُ

أرسلـت مـارجها فماج بــحــــــره أمس الجــدود ولـن يجـّنبها غـــــــدُ

والـزاكـيات من الــدماء يريقـــــها بــاغ على حــرم النبوة مفـســــــــدُ

والـطــاهرات فــديتهن حواســـرا تنثــال مـن عبـراتهن الأكـــــــــــبدُ

والــطيبين من الصغــار كـــــأنهم بيض الزنابق ذيــــد عنها المـــوردُ

تشكو الـظمـا والـــظالمـــــــــــون أصمهم حقد أناخ على الجوانح موقدُ

والــذائدين تبعثـرت اشلاؤهــــــم بــدوا فثـمة معصم وهنــــــا يـــــــدُ

تـطأ السنابـك بالـظغاة أديـمهــــــا مثــــل الكتـــــاب مشى عليه الملحدُ

فعلــى الرمــال من الأباة مضرج وعلـى النيــاق من الهداة مــصـــــفدُ

وعـلــى الرمــاح بقــّية من عابــد كـالشمـس ضاء بـه الصـفا والمسجدُ

ان يجهش الأثماء مــوضع قــدره فـلــقد دراه الـراكعـون السـّجـــــــــدُ

أأبا يـزيد وســاء ذلـــــك عـــثـرة مـاذا أقول وبـاب سمعـك مــوصــــدُ

قم وارمق النجف الشريف بنظرة يــرتد طرفـك وهــو بـاك أرمــــــــدُ

تلك العـظـام أعز ربك قـدرهـــــا فتكـــاد لـولا خــوف ربــــك تـعـبـــدُ

ابدا تبــاركهـا الوفــود يحـثــهــــا من كـل حدب شوقــها الـمـتـوقـــــــدُ

نــازعتها الـدنيا ففزت بوردهــــا ثم انقضى كـالـحلم ذاك الــمـــــــوردُ

وسعت الى الأخرى فخلد ذكرهـا في الخــالديـن وعــطف ربك أخــــلدُ

أأبا يزيد لـتلك آهة مــوجـــــــــع أفضى الـيك بـها فـــؤاد مُـقـصـــــــدُ

أنا لست بالــقــالي ولا أنا شـامت قـلب الكـريـم عن الشتامـة أبعــــــــدُ

هي مهــجة حـرى اذاب شفـافهــا حزن على الاسلام لـم يـك يهمـــــــدُ

ذكــرتهـا المــاضي فهـاج دفينهـا شـمـل لشعب المصـطفى متـبـــــــددُ

فبعـثته عـتبا وان يـك قــاسيــــــا هو في ضـلـوعـي زفـــرة يتــــــرددُ


لـم استـطع صـبرا على غلوائهــا أي الضـلوع عـلى اللضـى تتجلــــدُ