قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ)‏ لِرَأْسِ الْيَهُودِ :
عَلَى كَمْ افْتَرَقْتُمْ ؟
فَقِيلَ لَهُ : عَلَى كَذَا وَكَذَا فِرْقَةً.
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : كَذَبْتَ يَا أَخَا الْيَهُودِ .
ثُمَّ أَقْبَلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَلَى النَّاسِ فَقَالَ :
وَاللَّهِ لَوْ ثُنِّيَتْ لِيَ الْوِسَادَةُ لَقَضَيْتُ بَيْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ ، وَبَيْنَ أَهْلِ الْإِنْجِيلِ بِإِنْجِيلِهِمْ ، وَبَيْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ ، وَبَيْنَ أَهْلِ الْقُرْآنِ بِقُرْآنِهِمْ .
أَيُّهَا النَّاسُ ، افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، سَبْعُونَ مِنْهَا فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ نَاجِيَةُ فِي الْجَنَّةِ ، وَهِيَ الَّتِي اتَّبَعَتْ يُوشَعَ بْنَ نُونٍ وَصِيَّ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) .
وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَهِيَ الَّتِي اتَّبَعَتْ شَمْعُونَ وَصِيَّ عِيسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) .
وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِرْقَةً فِي النَّارِ وَفِرْقَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَهِيَ الَّتِي اتَّبَعَتْ وَصِيَّ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) .
ثُمَّ ضَرَبَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِهِ فَقَالَ :
ثَلَاثَ عَشْرَةَ فِرْقَةً مِنَ الثَّلَاثِ وَالسَّبْعِينَ كُلُّهَا تَنْتَحِلُ مَوَدَّتِي وَحُبِّي ، وَاحِدَةٌ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ وَهُمُ النَّمَطُ الْأَوْسَطُ ، وَاثْنَتَا عَشْرَةَ فِي النَّارِ.

*
المصدر : (الأمالي لشيخ الطائفة الطوسي ص524 ،
والاحتجاج للطبرسي ج1 ص392)