اليات احياء الشعائر الحسينية ..
ينبغي التركيز على الآليات التي ورد فيها نص بالدرجة الأولى من المعصومين(عليهم السلام) ومن الفقهاء ثم التوجه إلى الآليات المباحة التي تحيي الذكرى أو تقع في طريق احيائها.

فامّا ما ورد به نصّ من قبل المعصومين(عليهم السلام) فكثير جداً ومن أهمه البكاء واظهار الحزن بأي إسلوب أمكن وحياة الأئمة(عليهم السلام) ترشدنا إلى ذلك وخصوصاً حياة الإمام زين العابدين(عليه السلام) الذي عدّ من البكائين، وإقامة المجالس الحسينية، وقراءة المقتل، وإقامة المهرجانات الشعرية، فكان أهل البيت (عليهم السلام) يستأجرون الشعراء لرثاء الإمام الحسين(عليه السلام) أيام موسم الحج.
-
ومن آليات الإحياء وتعظيم الشعائر زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) النظرية والعملية والمتمثلة بقراءة زيارة عاشوراء وزيارة وارث وزيارة القبر الشريف وخصوصاً عن طريق المشي على الاقدام فهي ظاهرة تستحق الأهتمام لانها قد تكون جامعة لجميع الآليات، ففي الطريق إلى الإمام الحسين(عليه السلام) أو احد الأئمة(عليهم السلام) تقام التعازي والمجالس وتلقى القصائد ويرتقي الخطباء المنبر المتجوّل حيث الوعظ والإرشاد والتذكير بالمصيبة ، إضافة إلى لفت الأنظار المحلية والعالمية لهذه الظاهرة التي تمارس بصورة جماعية تحمل فيها الرايات السود ويرتدي فيها المحبون لباس الحزن.

ومن آليات الإحياء تمثيل واقعة الطف وواقعة مقتل مسلم بن عقيل وواقعة السبايا، وياحبذا لو تظافرت الجهود لأحياء هذه الظاهرة التي كانت الوسيلة الوحيدة المؤثرة في الأطفال والأحداث والناشئين،فلها دور كبير في تثقيف المجتمع بثقافة الواقعة وبتفاصيلها التاريخية، وينبغي أن تؤدّى شعبياً ورسمياً.

وهنالك آليات أخرى معمول بها في اوساطنا الاجتماعية كاللطم وضرب (الزنجيل) والمسيرات المتجولة في الشوارع العامة، فلا ينبغي التقليل من شأنها، بل لاينبغي التقليل من شأن أي ظاهرة مادامت مشروعة ومباحة، فلنترك الحرية للجميع في إطار الحدود الشرعية لإحياء الذكرى وتعظيم الشعائر