النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته هم اهل السلام والمحبة ..
كانت السيرة النبوية والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) تقوم على مبدأ وقاعدة السلام، وليست الحروب والمقاطعة وأساليب العنف إلا وسائل اضطرارية شاذة على خلاف الأصول الأولية الإسلامية، ذلك أنهم (عليهم السلام) كانوا يؤمنون إيماناً تاماً بأن الإسلام دين السلام، بدلالة قول الله سبحانه وتعالى: (وادخلوا في السلم كافة)، ومن هنا كان السلام شعاراً في كل شؤونهم وحتى في حروبهم والتي هي أساساً حروب دفاعية، والنجاح المنقطع النظير الذي أثبته الرسول الأكرم من أهل بيته الشريف، إنما هو لأسباب من جملتها السلام الذي كانوا يلازمونه عند كل حالة وإزاء كل موقف، وبهذه الروح المنفتحة والصدر الرحب والواسع تمكن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من جمع تلك القبائل العربية المتناحرة والمتعصبة في تقاليدها وممارستها، وكذلك من جمع مختلف القوميات والشعوب المتباعدة، في إطار أمة ودولة الإسلام الواحدة، فقد كانت من سمات ومزايا رسول الله وكذلك أمير المؤمنين الإمام علي حينما تسلما مسؤولية الحكم وقيادة أمة ودولة المسلمين، أنهما كانا دائمي الحركة والتنقل في أوساط وطبقات الأمة، يجتمع كل منهم بالناس ويرشدهم، ويصلي بهم في مساجدهم، وفي مسجده، ويعود مرضاهم، ويسير وراء جنائزهم، ويندب من أصحابه من يريد، لما يريد من مهام الدولة والأمة، بحيث شعر جميع الناس بأن زماناً جديداً أطل عليهم فتهافتت القلوب إلى الإسلام، وأخذ الناس يلتفون حول الرسول و الإمام علي من بعده، ويحفونهما بالرضا والطاعة، ومنحهما الولاء والبيعة بمعناها وبعدها الحقيقي.