النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

من أصحاب الامام الحسين (عليه السلام)جون العبد المسيحي

الزوار من محركات البحث: 50 المشاهدات : 1093 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    فـوضـى ꨄ
    تاريخ التسجيل: July-2012
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,548 المواضيع: 843
    صوتيات: 30 سوالف عراقية: 5
    التقييم: 43764
    مزاجي: تافه جداً
    أكلتي المفضلة: •_•
    موبايلي: •_•
    آخر نشاط: 3/September/2024
    مقالات المدونة: 26

    من أصحاب الامام الحسين (عليه السلام)جون العبد المسيحي

    هكذا يعطي الإسلام الفرصة لكل إنسان لكي يثبت جدارة الإنتماء إلى هذا النوع، فيتحول البعض من نكرة في المجتمع ليرتقي إلى مستوى المثال والقدوة والنموذج بالعطاء والبذل، والتضحية وينال بذلك المنزلة الرفيعة عند الله عزَّ وجلّ‏َ.

    وفي كربلاء الحسين (عليه السلام) صار كل شهيد من شهدائها معلماً كبيراً ورمزاً من الرموز، لأن كل واحد منهم كان جزءاً لا يتجزأ من تلك الثورة الرسالية التي صارت رمزاً أكبر لكل الثورات والمجاهدين إلى اليوم وحتى قيام الساعة.

    ومن أولئك الشهداء الذين ارتفعوا بالإسلام إلى المقامات العالية واستحقوا درجة الشهادة عن أهلية وجدارة، لأنهم انتصروا على كل عوامل النقص وارتبطوا بالله العظيم، فعرفوا من خلال ذلك أنفسهم ولو كان الآخرون لم يستطيعوا أن يفهموا منطقهم الذي هو منطق الإسلام الإلهي، من أولئك الشهداء «العبد جون» الذي كان في خدمة الإمام الحسين (عليه السلام) يأكل من طعامه ويشرب من شرابه، ذلك الإنسان الذي رافق الحسين (عليه السلام) فاكتسب منه، وعاش من خلال ذلك في حالة من المحبة والوفاء مع أهل البيت (عليهم السلام) والصدق مما لم يتحقق في الكثيرين ممن كانوا يزعمون الانتماء إلى ذلك الخط والنهج الحسيني.

    إنه نموذج للإنسان الذي قابل المعاملة الحسنة من الإمام (عليه السلام) بالإحسان، فعبّر بذلك عن نفس كبيرة لا تعرف اللؤم أو الجحود، فلم يتمرّد ولم يتردّد في نصرة الحسين (عليه السلام) عندما رأى أن الظرف هو أنسب ما يمكن أن يتحقق لكي يعبّر عما كان يجيش في صدره من عوامل الحب والمودة، بعكس الكثير من النفوس الضعيفه الذين استسلموا للخوف الذي سيطر على نفوسهم قبل أن تصل الأمور إلى مستوى سفك الدماء وسقوط الشهداء، فعبَّروا بذلك عن شخصياتهم المهزوزة والضعيفة، بينما ذلك الإنسان الذي لم يكن أحد يحسب له حساباً لكونه عبداً مملوكاً بنظرهم يكشف بوقفته المميزة في كربلاء عن نفس قوية واثقة تعيش الطمأنينة والثبات وما ذلك إلاَّ بفضل الإسلام وبركات الحسين (عليه السلام) التي كان يعاينها ذلك الخادم المخلص والأمين.

    لقد رأى «جون» الدماء وهي تسيل حمراء قانية من أجساد أصحاب الحسين (عليه السلام) وأهل بيته (عليهم السلام) فكان كلّ‏ُ شهيد يسقط يزيده إصراراً كما يتضح من كلماته التي قالها للإمام (عليه السلام)، فلقد شكَّلت تلك الدماء دافعاً وحافزاً قوياً للبذل والعطاء، فالإسلام ليس حكراً على الأغنياء دون الفقراء، ولا لذوي الحسب الرفيع دون غيرهم من سائر الناس، وليس للأقوياء دون الضعفاء، بل هو لجميع هؤلاء ولغيرهم، فليس الأبيض بمقدم على الأسود، بل لكل موقعه ومنزلته طالما أن الإسلام هو الذي يشمل كل تلك العناوين ليذيبها في وحدة تنصهر فيها ليكون الإسلام هو العنوان الأوحد الذي يتقدَّم عندهم على كل العناوين الأخرى التي قد تنطبق عليهم حسب التقويم الاجتماعي للأفراد.

    وهكذا وقف «جون» ذلك الموقف المشرّف في كربلاء ليصبح في مصاف الشهداء العظام مع الحسين الشهيد (عليه السلام) وليكون رفيقه في عالم الآخرة في جنان الخلد، أقدم طائعاً مختاراً وهو يرى أشراف القوم من الحسين (عليه السلام) وأهل بيته يسقطون شهداء على أرض الصحراء اللاهبة، فلماذا يفوت على نفسه الفرصة النادرة التي لن تتكرر بنفس الظروف ومع نفس الأشخاص من ذلك الوزن النادر ليكون رفيق دربهم في الآخرة.

    وبتلك الروحية تقدم من الإمام الحسين (عليه السلام) يستأذنه النزول إلى الميدان لقتال ذلك الجيش، إلاَّ أن الإمام (عليه السلام) يردّه ردّاً لطيفاً مليئاً بالحب والحنان والتقدير قائلاً له: «يا جون إنما تبعتنا للعافية، فأنت في إذن مني» فوقع جون على قدميه يقبّلهما ويقول: «أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم، إن ريحي لنتن وحسبي للئيم ولوني لأسود، فتنفّس عليّ‏َ بالجنة ليطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض لوني، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم»، عند ذلك سمح له الإمام (عليه السلام) بالقتال، فما هي إلاَّ برهة وسقط شهيداً مخضب بدمه فداءً لدين الله وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وضرب بذلك مثلاً للوفاء والصدق وتفوَّق على كل أولئك الذين تخلَّفوا عن نصرة الحسين (عليه السلام) وهم يزعمون أنهم من أشراف المسلمين وعلية القوم، بل ويزايدون على الآخرين بسبب بعض الاعتبارات الواهية التي أسقطتها دماء «جون» في كربلاء.

    ولهذا نجد أن الإمام الحسين (عليه السلام) وبعد استشهاد ذلك العبد الوفي الصادق يقف عند جسده الشريف ويقول «اللهم بيّض وجهه وطيّب ريحه واحشره مع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعرّف بينه وبين آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)«. فأي امتياز كبير حصل عليه «جون» الذي لا شك أن الكثير آنذاك، بل في عصرنا أيضاً يتمنُّون لو أن الحسين (عليه السلام) يدعو لهم بمثل ذلك الدعاء الرائع ليكون تاج النور الذي يعبرون به أمام الخلائق أجمعين يوم القيامة، وهكذا ارتفعت روح ذلك العبد الأمين إلى الله من ذلك الموقع العابق بعطر الشهادة، وفاز بنعيم الآخرة الذي لا نعيم بعده إلى جوار العظماء من عباد الله الذين بنوا صرح المجد الإلهي في أرضه عبر العصور.
    من كل ذلك علينا أن نعلم أن الكبير عند الله هو من كان يسير في الدنيا بهدي الله ونور الإيمان ولو كان صغيراً بمنظار الدنيا الفانية، وأن الصغير عند الله هو من كان يخبط في الدنيا خبط عشواء على غير هدى وبصيرة ولو كان كبيراً بنظر أهل الدنيا، بل لو كان يملك الدنيا بأسرها لأن كل ذلك لن ينقذه من قبضة الجبار وغضبه .
    اللهم أجعلنا من محبي الامام الحسين(عليه السلام)
    والله ولي التوفيق

  2. #2
    من أهل الدار
    اجبروا الخواطر
    تاريخ التسجيل: October-2012
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 15,991 المواضيع: 2,267
    صوتيات: 90 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 12942
    مقالات المدونة: 2
    شكرا للطرح المميز
    جعلها الله في ميزان حسناتكِ

  3. #3
    من أهل الدار
    عاشق العراق
    تاريخ التسجيل: October-2012
    الدولة: Baghdad, Iraq, Iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,761 المواضيع: 255
    التقييم: 697
    مزاجي: ربنا افرغ علينا صبرا وفرج ع
    المهنة: الحمد لله على كل حال وبانتظار الفرج من الباري عز وجل
    أكلتي المفضلة: دولمه
    موبايلي: GALAXYS3
    آخر نشاط: 12/October/2024
    مقالات المدونة: 3
    شكراً لكم

  4. #4
    من أهل الدار
    فـوضـى ꨄ
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسرار مشاهدة المشاركة
    شكرا للطرح المميز
    جعلها الله في ميزان حسناتكِ

    شكرا لك اختي ولك حسن الثواب

  5. #5
    من أهل الدار
    فـوضـى ꨄ
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميرزا حسين المنذري مشاهدة المشاركة
    شكراً لكم
    شكرا لمرورك اخي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال