إن عقل اللاواعي لدى الإنسان يحتوي على قدر كبيرٍ من الحكمة والمعرفة، والتي لا يستغلّها الإنسان أفضل الاستغلال، فهو يحتاج إلى أن يُطلِق عقله اللاواعي كي يُحرّر ما لديه من قوةٍ كامنةٍ، وتكون سبباً في نجاح وتغيير حياته، ويمكن للإنسان الدخول إلى العقل الباطن باتّباع بعض من النصائح والطرق التي تُعين على ذلك، منها:
[١] التأمل: يُعتبر التأمُّل أكثر الطرق بساطةً في الوصول إلى العقل اللاواعي؛ حيثُ يأخذ الإنسان إلى حالةٍ قريبةٍ من الحلم، فتُصبح أعمال الدماغ أبطأ وأكثر تنظيماً، وضجيج الحياة اليومية أقل تأثيراً وأكثرها بُعداً، ففي الوضع الطبيعي للإنسان يكون نطاق عمل دماغه في النمط بيتا، وهي الحالة التي ترتبط باليقظة، وقد يرافقها التوتر والغضب أو القلق، أما في حالة تأمُّل الإنسان بشكلٍ عميق، فإنّ النمط ينتقل إلى النمط دلتا؛ حيثُ يترتّب على ذلك تغيُّرٌ في نوعية تفكير الإنسان، وتوارد الأفكار من عقله الباطن إليه، لتبدأ بفرض نفسها في حالة وعيه، وفي هذه الحالة، على الشخص أن يسمح لهذه الأفكار بالتدفق، وكلما مارس التأمل أكثر أصبح أكثر مهارة في تحديد موقفٍ معين، فهو قد يجد حلولاً لمشكلاتٍ أو معضلاتٍ يواجهها، وبإمكان الشخص تعلُّم التأمُّل بسرعة، فهو لا يحتاج إلى وقتٍ كبير.
٢] الإنصات إلى الإبداع: إنّ طريقة حديث العقل اللاواعي مع الشخص تكون بدون كلمات، فهي تتحدّث بالصور والأصوات والموسيقى، فإنصات الفرد يساعد العقل بالتعبير عن نفسه، فممارسة الإنسان لنوعٍ معينٍ من الفنون العديدة -كصناعة الفخار أو غيرها- يساعده في إظهارِ جانبٍ معيّنٍ من جوانب شخصيته.
٣] اتباع الغريزة: إذا حاول الإنسان مواجهة مشكلةٍ ما أو اتخاذ قرارٍ معين في أمرٍ طرأ عليه، فإنّ أول ما يتبادر إلى ذهنه هو حديث اللاوعي، وقد يظن الإنسان في لحظتها أنّ القرار الذي اتخذه غير صائب؛ إلّا أنّ هذه القرارات قد تكون بدرجةٍ عاليةٍ من الإدراك والدقة بشكلٍ لا يُمكن تصديقه.