جوادٌ، نقيّ، تقيّ، زكيّ، قانع، هو بابُ الحوائج لشيعته ومحبّيه، وتاسع أئمّة الهدى المعصومين من بعد الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلم)، وهو باب المراد الإمام محمد الجواد(عليه السلام)، وكان (سلام الله عليه) امتداداً لنهج آبائه وأجداده، فكان خير متصدٍّ لكلّ الانحرافات وداحضٍ لكلّ الأفكار الضالّة التي حدثت في وقته على الرغم من صغر سنّه.
ولم يسلمْ -كما هو حال آبائه- من الحقد الأمويّ والعبّاسي، فقد حاربه حكّامُ عصره من أجل حبّ الدنيا والتكالب عليها، حتّى قضى مسموماً شهيداً صابراً محتسباً على يد زوجته أمّ الفضل بنت المأمون، حيث استُشهِد الإمام الجواد(عليه السلام) مسموماً في آخر شهر ذي القعدة من سنة (220هـ) وهو لم يزل في ريعان شبابه.
دُفن (عليه السلام) في بغداد في جانب الكرخ الى جوار جدّه الإمام موسى الكاظم(صلوات الله عليه)، ليكون مرقداهما مقصداً لكلّ أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام أجمعين)، وليكونا بابَيْ حوائج لكلّ من يقصدهما من المؤمنين.
فالسلام عليه يوم ولد طاهراً مطهّراً، ويوم استُشهِد مسموماً صابراً محتسباً، ويوم يُبعث حيّاً شاهداً وشهيداً على مَنْ ظلمه.