المسيحية دين يستند إلى تعاليم ومعجزات يسوع المسيح . يسوع هو السيد المسيح. كلمة (المسيح) تعنى الممسوح من الله الآب. فتنبأ عنه أشعياء النبى قائلاً "روح السيد الرب عليّ لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق." (أشعياء 61 : 1) ، السيد المسيح جاء إلى هذا العالم، ليتمم نبوءات و شريعة العهد القديم (التوراة)، ومات على الصليب، و قام من الأموات. قام بالعديد من المعجزات التي سجّلت في الإنجيل من قبل شهود العيان. السيد المسيح هو الأقنوم الثانى الكلمة، تجسد و فى تجسده لاهوته لم يفارق ناسوته (الجسد) لحظة واحدة ولا طرفة عين. وهو مستحقّ العبادة والصلاة له.
تعلّم المسيحية بأنّ هناك إله واحد وحيد في كلّ الوجود، الله خلق الكون ، الأرض، وخلق آدم وحواء. خلق الله آدم في صورته. هذا لا يعني بأنّ الله عنده جسم اللحم والعظام، إنما الصورة تعني تسلطه على مخلوقات الأرض ، عاقل، ووجود روح بجسده ، وهذا يعنى بأن الأنسان لم يكن ضمن حلقة تطور عشوائية من كائن غير عاقل إلى كائن عاقل. فالله خلقه على هذه الصوره العاقلة .
خلق الله آدم وحواء ووضعهم في جنّة عدن وأعطاهم الحرّية للإختيار بين الصواب والخطأ. إختاروا الخطأ و هو أرتكاب الخطية. الخطية هى ضد مشيئة الله وضد الطبيعة و سوء أستغلال للحرية. الله لا يستطيع التغاضى عن المعصية، لذلك خطية آدم وحواء أدت إلي طردهم من جنّة عدن بالإضافة إلى معاناة تأثير الموت.
كنتيجة لخطيتهم، أطفالهم وكلّنا ورثنا طبيعة فاسدة، بمعنى أن نسلنا ليس مثالي في الطبيعة، فنحن جميعاً نخطئ، فمثلاً نحن ليس من الضروري أن نُعلّم الأطفال الأنانية، فهم يعرفوا هذا بالفطرة، فالخاطئ لا يستطيع أن يُنتج باراً لا يخطئ .
المسيحية تُعلّم أن الله ثلاثة أقانيم (أبّ، إبن، وروح قدس)، (لاحظ أن كلمة أقنوم تعنى صفة أو خاصية) يسوع المسيح هو الأقنوم الثاني من الثالوث، فالسيد المسيح مات على الصليب وقام من الموت بكامل قدرته، ولآن كل البشر تحت خطية آدم وحواء وتحت عقاب الطرد من محضر الله القدوس، جاء السيد المسيح المُخلص ليخلصنا من حكم الموت الأبدى ، فالله كلم آدم قائلاً "واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.لانك يوم تأكل منها موتا تموت." (تكوين 2 : 17) و لرحمته العظيمة فهو سمح بمجئ المُخلص ليفدينا من العقوبة الشدية وهى الموت، "لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية." (يوحنا 3 : 16) ولاحظ أن الموت وهو العقوبة هو موت أبدى بمعنى أخر هو الفناء، لكن الله وعد بأرسال المُخلص من نسل حواء "واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه." (تكوين 3 : 15) فالسيد المسيح بموته على الصليب هزم الموت، فالموت الذى يموته نشل آدم مجرد أنتقال للحياة الخرى، و الأموات قبل مجئ السيد المسيح كانوا يرقدون على رجاء القيامة. لذلك فالطريق الوحيد لخلاص النفس هو الأيمان بالسيد المسيح وتطبيق تعاليمه.
الإنجيل يبشر برحمه الله على نفوسنا، فبدون رحمه الله التى لم تتعارض مع عدله ، لكان مصيرنا هو الموت الأبدى .
تعلّم المسيحية أنه حالما الشخص " ولد ثانية بالمعمودية " (حصل على الخلاص) فأن الروح القدس يحيا في ذلك الشخص والشخص يتغيّر إلى الأفضل: "اذا ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا" (2 كور 5 : 17) .
لذلك، " ما هى المسيحية ؟" أفضل الأجابة بالقول بإنّها علاقة مع الله القدوس والحيّ خلال السيد المسيح المتجسد الذى بفدائه لنا غُفرت خطايانا. فهو مخلصنا.
والله اعلم