النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

"شكرا" بحجم السماء

الزوار من محركات البحث: 8 المشاهدات : 268 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    المشرفين القدامى
    إعلامي مشاكس
    تاريخ التسجيل: February-2015
    الدولة: Iraq, Baghdad
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 29,554 المواضيع: 8,839
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 22065
    مزاجي: volatile
    المهنة: Media in the Ministry of Interior
    أكلتي المفضلة: Pamia
    موبايلي: على كد الحال
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 62

    "شكرا" بحجم السماء

    أسوء أنواع الفقد أن تذكر شخصاً قدّم إليك في غابر الأيام معروفاً لتقول له "شكراً"
    ولكن لا تجده الآن بعد أن تثاقلت نفسك عن قولها يوم أن كان ماثلاً أمامك.

    هل تحن إلى أن تقبل يداً حنت عليك، أو مسحت على رأسك ورفعته يوم أن كان ضعفك يثقّله إلى الأرض؟
    هل تشتهي أن تقبل رأساً أسند إليك معروفاً يوم أن كانت صنائع المعروف سلعة نادرة في سوق الخسة والنذالة؟

    كثيرون مروا بنا، أعطوا لأرواحنا قبساً من نور، وأهدوا إلينا فيضاً من عطائهم، فقلبوا حياتنا رأساً على عقب،
    وأداروا بوصلتنا إلى حيث كنا نشتهي ونرغب، ولكننا في غمرة أنانيتنا وأنشغالنا بذواتنا نسينانهم،
    أو كدنا، وتغافلنا عن شكرهم ورد المعروف إليهم يوم أن كان ذلك متاحاً لنا.

    لا تخف أن تقول لمن أسدى لك يوماً معروفاً: شكراً، شكراً على وقفتك بجانبي،
    شكراً لأنك اهتممت بي، شكراً لأنني عنيت لك شيئا إذ اعتنيت بي، شكراً على كل شئ.
    ​بعض أنواع الشكر لا يستطيع أي إنسان أن يوفيها، فمن يوفي الأم على سهر ليل امتد حتى أذان فجر نضوجنا وبلوغنا،
    ومن يوفي الأب على آلالام نهار ارتبطت مع هموم ليل، ومن يوفي أختاً كبرى ربت صغاراً فقدوا والديهم، إلى أن شبوا وغدوا رجالاً أمام ناظريها.

    من يوفي عائلة قدمت فلذة كبدها على تراب الوطن ليحيا الجميع بأمن وسلام؟
    ومن يوفي فقيراً قدّم حياته ثمناً ليحرس مال سيده الغني ويحفظه من يد سوء متربصة به؟
    بعض المواقف تتضائل أمامها كلمة "شكراً" وتغدو هامشية في حجم التضحية التي تملأ الموقف، ومع ذلك نعجز أو نتعاجز عنها أحياناً.

    أقف عاجزاً أمام بعض صور التضحية التي يعجز فيها الطرفان عن تمتمة حروف الامتنان والشكر. ذلك الخريج الجامعي يقفز فرحاً إلى والده الفلاح في مزرعته ملوحاً بشهادته من بعيد،
    ثم يضع أمامه تلك الشهادة التي كلفت العائلة سنوات من التضحية والحرمان، أو ذلك الطبيب يحمل بشرى النجاة والحياة لعائلة في انتظار عزيز لها كاد أن يتخطفه الموت،
    أو ذلك الأستاذ الهرم في عقده السبعيني يمر على طلابه يطمئن عليهم ويودعهم قبل أن يقول كلمته الأخيرة في الحياة، فهل تخرج "شكراً" في تلك اللحظات؟ وهل تكفي حقاً؟

    أتسائل دائماً: هل الغفلة عن رد المعروف طبع من طبائع النسيان التي اختص بها الإنسان، أم هو أدنى من ذلك بما يشتمل عليه من نكران الجميل؟

    أن يكون لك قلب يحفظ ود من أحسن إليك، ويبدل الأحسن بالحسن، فهذا قمة الجمال، وهذا قلب أبيض فاحفظه على نفسك، ولا تلوثه بما يعكر عليك حياتك.

    إلى كل أولئك الذين مروا بي يوماً، فصنعوا خيراً، أو زرعوا ورداً في حديقة قلبي، وضمدوا جرحاً اندمل، أو رفعوا رأسا كاد أن يميل،
    أو قدّموا معروفاً وأسندوا نصحاً، إلى كل أولئك أقول لهم "شكراً" بحجم السماء، وإن كانت بحجم معروفهم لا تكفي.

    ياسر السيد عمر
    كاتب سوري

  2. #2
    من اهل الدار
    ملكة
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الدولة: الكوت
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 25,920 المواضيع: 3,287
    صوتيات: 63 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 38249
    مزاجي: فدددد ندمان
    المهنة: مصوره
    أكلتي المفضلة: معجنات
    موبايلي: هواوي
    آخر نشاط: منذ 3 يوم
    مقالات المدونة: 59
    شكرا

    حبيت

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,345 المواضيع: 2,191
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 40012
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    مقالات المدونة: 2

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال