كلاهما يبكيان
خوف من اقتراب نهاية الليلة الاخيرة التي تجمعهما معاً .
هي تواري دموعها بشتا الأمور التي من حولها
بقميص اهداه لها يوماً لم يكو بعد
بالتلفاز الذي طالما سهرا يتابعانه بشغف
بهاتفها الذي يضج بصورهما معاً
بورقة كتب عليها ذكرى حب ابدي.
او حتى بخاتم اخذ يدور بأصبعها ذات
اليمين وذات الشمال. وكانه يبحث عن
شيء ولا شيء.
*
هو يدفن دموعه بصمت مرير يكاد يمزق رئتيه الى اشلاء
لا يجد من يعينه على الالم الا السهر ودخان سجائره الذي يملأ ارجاء راسه الصدع قبل غرفته .
*
كان على احدهما ان يكسر ذلك الحاجز .
وكانت هي الاشجع.
قالت بصوت يكاد يكون همساً ظنت انه لن يصل الى مسامعه
علينا ان نكتفي باختلاس النظرات اليوم
وفي هذه
الليلة بالذات فوضعك يقلقني
اريد ان اكون مطمأنة عليك بعد رحيلي
*
فز مرعوباً كأنه عاد للحياة بعد موت...
اذ انها لم تكلمه منذ بضعة ايام
لم يصدق ما سمعت اذناه.
بارقة امل ومضت امام عينيه الآن
قال : لم اعد املك خياراً اخر بعد قرار رحيلكِ.
انتِ انتزعتِ ما تبقى من فتات روحي المتعبة من الألم
وها انت تغلقين عليها حقيبتكِ.
فماذا تتوقعين ان أفعل
*
ملاء الحزن قلبها فترجمته عينيها دمعاً ساخنا كانه بركان يحرق كل ما يسد طريقه ...استطردت.
*
- انا مجبرة على الرحيل
- ولم
-ان بقيت سوف اخسرك
-ان رحلتِ سوف اخسر نفسي
- لقد خنتني
- عيناي اعتذرتا قبل لساني
- لكنها خيانة كبيرة
- حبي لكِ أكبر
- ان غفرت لك سوف تكررها
- ان رحلتِ سأفقد امل المغفرة من خطاياي
- ولكن ماذا اعني لك انا
- طوق النجاة لغريق لا يجيد السباحة
- ان كنت تحبني لم فعلتها
- نفسي الامارة وها انا اذرف دموع النادم
*
ساد صمت الافواه لبرهة واكتفيا بثرثرة الدموع برهةً اخرى..
لم تكن تستطيع كبحاً لحب جامح يجوب حقول صدرها كحصان بري
اردفت
*
- هل ستخلص لي
- ولا خلاص لي من عينيك الا بعينيكِ
- وان كررت خيانتك
- حينها لكِ ان تقتليني بخنجر الفراق
- انا احبك فلا تحطم قلبي
- وانا احبك وسأهديك قلبي
- خذني الى صدرك فشوقي اليك لا يوصف
- تعالي اظمك في قلبي الذي ما عاد يحتمل هذا البعد
*
وتعانقا عناقاً طويلاً كاد آن يوحد جسديهما
وكما بدأت ليلتهما بدموع تنذر بالفراق
انتهت تلك الليلة بدموع تضج بالحب والأشواق
قصة قصيرة
*النهاية*
اغسطس ٢٠١٩