الطبيعة المتغيرة والقاسية لعالم ألعاب الفيديو تجعل الشركات أحياناً على بعد قرار واحد من تدمير نفسها وخسارة كل شيء . فهكذا بين ليلة وضُحاها تتهاوى الشركة نتيجة بعض الاختيارات والقرارات الخاطئة. وتاريخ هذه الصناعة مليء بالكثير من تلك الشركات والاستديوهات التي تدهورت.
مبالغة شركة Atari في تقدير قوة المبيعات

كانت شركة Atari من عمالقة شركات ألعاب الفيديو ولكن قرار واحد غيّر المعادلة. بدأت المشكلة بتطوير لعبة E.T التي استغرقت ثلاث أشهر فقط وبذلك لم تخضع للاختبارات اللازمة بسبب الالتزام بجدول زمني محدّد والقرار الأسوأ كان الأمر بصُنع الملايين والملايين من النسخ تلبية للمبيعات الهائلة المتوقعة. وبعد إصدار اللعبة كانت الصدمة، بالرّغم أنّها حقّقت مبيعات جيّدة لكن ليس بشكل كافي فقد كانت المستودعات متخمة بالنسخ الزائدة.
محاولة فريق Free Radical تطوير لعبة قاتلة لسلسلة التصويب Halo

تلقّى كلّاً من فريق التطوير Free Radical وشركة Ubisoft تنبيهات على ضرورة التركيز في عملية تطوير لعبة Haze – لعبة تصويب من منظور الشخص الأول – والتي ذاع الخبر عنها بأنّها ستكون مدمّرة للعبة Halo منذ أول يوم من الإنتاج. المشكلة كانت بشركة Ubisoft التي سَعَت لتضخيم الأمر وإخبار الصحافة بأنّ اللعبة ستجعل Halo من الماضي بينما لم تلتفت إلى حلّ عقبات التطوير التي يواجهها الفريق. بالنهاية، صدرت اللعبة ولم تكن جيّدة وساهمت بتعجيل إغلاق الشركة.
التسويق المُريع لجهاز Gizmondo

قرّرت شركة Tiger Telematics تطوير جهاز محمول تنافس به كلاً من نينتندو وسوني وعام 2005 قامت بإصداره في المملكة المتحدة وكان كارثة حقيقية. فهو لم يحتوي على معظم الميزات التي وعدت الشركة بها ومن ناحية أخرى أنفقت الشركة مبالغ ضخمة للدعاية مثل الدفع لغنائيّين للظهور في حفل إطلاق الجهاز وغيرهم وكلّ الجهود التسويقيّة باءت بالفشل فقد سجّل أقلّ مبيعات مشغّل ألعاب فيديو في التاريخ.
الخيارات السيئة للألعاب في شركة Boss Key Production

كان من المفترض أن تصبح شركة Boss Key Production الأقوى في عالم الألعاب. فالفريق بدأ بالعمل سريعاً على مشروعهم الأول Lawbreakers. وهي لعبة تتضمن فريقين يلعبون ضدّ بعضم هم Law وَ Breakers وتشمل أطوار لعب وخرائط مصمّمة بشكل مذهل. ولكن للأسف اللعبة سببت خسارة مالية كبيرة ولم تحقّق الكثير من المبيعات حيث وصفها النقّاد بأنّها تقليد للعبة Blizzard وبعدها حاولت الشركة مرّة أخرى بتطوير لعبة Radical Heights وأيضاً فشلت فشلاً ساحقاً بين الألعاب من صنفها ممّا جعل الشركة توقِف نشاطها.
Neversoft وألعاب الفيديو المرتكزة على الأجهزة الطرفية

في أوائل القرن الحالي كان استديو Neversoft الأفضل. عمله الأشهر كان سلسلة Tony Hawk ولكن بعد زوال شهرة رياضة التزلج تدريجياً، لجأ الفريق إلى تطوير لعبة أخرى من ذات الصنف وهي Guitar Hero. تلك الألعاب كانت جيّدة ولكن مهارات الفريق كان من الممكن استغلالها في تطوير ألعاب من أصناف أخرى فالمستقبل لم يكن لهذه الألعاب المرتكزة على الطرفيّات.
التزام شركة Telltale بأسلوب واحد

قصة شركة Telltale مأساويّة بعض الشيء. فالجميع أحسّوا بالتحذيرات إلّا هؤلاء داخل الشركة. فبدلاً من التركيز على مشروع واحد، قاموا بتوسيع تركيزهم على عدة مشاريع ممّا أدّى إلى انخفاض الجودة بشكل واضح والتي ظهرت في الرسوم المتحركة السيئة وغيرها. ولكن مصدر من داخل الشركة أوضح سبب انهيار الشركة وهو الخوف من الإبداع والمخاطرة. فالفريق التزم بنهج وأسلوب الجزء الأول من The Walking Dead بدلاً من طرح افكار جديدة تجعلها تخرج عن المألوف.
مراهنة شركة 3D Realms على لعبة Duke Nukem Forever

أربع عشرة سنة تقريباً من التطوير أرادت بهم الشركة جعل اللعبة الأكثر عصريّة وتطوّراً بين جميع الألعاب ولكن سعيهم للمثالية دفع بهم للهاوية. مع حديثهم المزعوم بعدة مناسبات عن اقتراب موعد انتهاء تطوير اللعبة إلّا أنّها أصبحت أضحوكة بحلول عام 2001 مع صدور المزيد من العروض الدعائية لها بدون تحديد موعد إصدار. وبعد نقص التمويل، توقّف نشاط الشركة وعجزت عن تقديم اللعبة لشركة Take-Two التي قاضتها وكلّفت شركة Gearbox بتطويرها وإطلاقها في الأسواق.
وضع شركة 3DO ثمن باهظ لجهازها Interactive Multiplayer

تجاهلت الشركة مؤشرات السوق وأسعار المنافسين وأصدرت جهازها إلى الأسواق بسعر مرتفع عن السعر السائد للأجهزة ذاك الوقت وهو 699$ والذي يعبّر عن التكلفة المرتفعة بحسب مدير الشركة. بالرّغم أنّ فكرة الجهاز جيّدة حقاً إلّا أنّ ذلك لا يجعله مبرراً لشرائه. فالشركات تقوم ببيع أجهزتها عبر تخفيض الثمن نتيجة حدّة المنافسة وتعويضهم عن طريق أرباح المبيعات. بينما شركة 3DO فعلت العكس.
خسارة شركة 38 Studios الائتمان الضخم

بدأت القصة بحصول الشركة على قرض بقيمة 75.000.000 دولار لتطوير لعبة وكانت من نصيب Kingdoms of Amalur. المشكلة أنّه تم صرف المال بطريقة عشوائية بدون أي دراسة مسبقة ونتيجة لقرارات خاطئة من الشركة وبالرّغم أنّ اللعبة قد صدرت ولكن مهما حقّقت من مبيعات لم يتمكنوا من تأمين مبلغ القرض. لذلك كان عليهم أن يقوموا بإصدار لعبة تلو الأخرى بدون أيّة عقبات ولكن ذلك غير ممكن حتى في أفضل شركات الألعاب.
محاولة شركة Silicon Knights رفع دعوى ثم انقلابها ضدّها

لعبة Too Human كان من الممكن أن تكون لعبة رائعة لولا محاولة الشركة البائسة حشوها بالأفكار والميزات الكثيرة الغير جيّدة. وبعد عدم تحقيق المبيعات المتوقعة، بحثوا عن ذريعة لفشل اللعبة وقاموا بالادّعاء على شركة Epic Games بحجّة أنّهم لم يقدّموا الدعم الكافي ممّا أثّر على تطوير اللعبة سلبياً. ثمّ بدأت التحقيقات لتنتهي بانقلاب الدعوى على Silicon Knights وخسارتها القضية لصالح Epic Games.
أخيراً… رأينا كيف يمكن لقرار متعجّل غير صائب أن يقلب شركة ضخمة رأساً على عقب دون أي اعتبار لتاريخها أو أمجادها. لذلك يعدّ اتخاذ القرار من أصعب الوظائف لما له من تأثير مدمّر أو معزّز للشركة وخصوصاً في صناعة ألعاب الفيديو التي لا ترحم أحد.
شاركنا رأيك حول قرارات اخرى خاطئة لشركات أدت إلى فشلها واغلاقها.