صباح الشيخلي
العهد-نيوز
ليس نكتة إن أخبرك بأن هناك عراقياً يحمل شهادة الدكتوراه في فنون المسرح، هو السيد (أحمد ضياء)، لم يجد عملاً يتناسب مع تخصصه الأكاديمي فاضطر تحت قسوة الظروف وشظف العيش أن يبيع الدجاج الحي، وليس نكتة أيضاً إن أخبرك بأن عراقياً آخر يحمل شهادة الماجستير في علم الجغرافيا لكن عمله الحالي هو بيع السمك من خلال عربة تدفع باليد.. وآخرون كثر ممن يحملون شهادة البكالوريوس يجلسون على الرصيف بانتظار فرصة عمل تنتشلهم من البطالة واليأس والإحباط!!
وإزاء هذه الصور المؤلمة والمؤسفة حقاً بودّنا أن نسأل: أليست الحكومة قادرة على استيعاب الأعداد الغفيرة من الخريجين الذين تلفظهم الكليات والجامعات الحكومية والأهلية؟!
أجيب بأن الحكومة قادرة بالفعل على استيعاب هذه الأعداد من الخريجين إذا ما أرادت ذلك من خلال سلسلة إجراءات عملية تتمثل بتشغيل المعامل والمصانع والمنشآت الصناعية، حيث تؤكد المعلومات المتوفرة أن هناك المئات بل الآلاف من هذه القطاعات مغلقة أو معطلة عن العمل لأسباب لا تخفى عن كل ذي لب وكل مجتهد بفك الأسرار..
وما يقال عن الصناعة أيضاً يقال عن الزراعة والثروة الحيوانية والدواجن، حيث أن تشغيل هذا القطاع الحيوي إذا ما تم فعلاً فإن بالإمكان عدم العثور على أي شخص يبحث عن العمل.. وهناك قطاعات أخرى لا حصر لها كالسياحة الدينية والآثار وغير ذلك الكثير من سبل الاستثمار الواعد..
إن من يريد أن يحرك عجلة الحياة وينعش الاقتصاد العراقي ويشغّل الأيدي العاملة فهو قادر على ذلك شريطة أن تتوفر عنده الإرادة والإخلاص، وإنما الأعمال بالنيات..
وفي الختام نقول إن الأمور تكون مستقيمة وصحيحة إذا ما وجدتَ القاضي وأستاذ الجامعة والطبيب والمهندس والصيدلاني والمعلم والإعلامي والمحامي كلاً في موقعه الصحيح وكلاً يؤدي واجبه بحسب الاختصاص الذي هو فيه.. وعندها نقول في هذه الحالة «يحيا العِلم» وبعكس ذلك فلا عِلم ولا هم يحزنون!!