في كل مرة أحاول فيها الهرب .. لا أصل إلى أبعد من مكتبي الصغير هذا .. أتذكر وجهك على نحو مفاجئ ، وأكتب إسمك مستقلا في ورقة فارغة .. طلبا للنجدة ..!
ولأن صوتي لا يصلك أبدا .. أدفع بفكرة الهرب جانبا ، وأستأنف معارك رأسي ثم أنام أخيرا ..!
أعتذر ..
عن كل هذا القلق المكتوب .. عن فكرة الهرب الحمقاء .. عن كوني لحوحة جدا ، وكونك الرجل المتأخر دائما .. عن شكل غرفتي البائس ، وورقتي المتعبة .. عن كل هذه الأقراص المنومة .. عن الخواء الذي ينخر كل زاوية هنا .. !
أعتذر .. عن المرأة التي أكونها .. والدور الشاحب الذي أؤديه أمام رجل يكره الحزن .. ويستطيب النسيان .. !
أعتذر ..
عن الحائط الذي يسمع ، ويذيع للآخرين ما يسمع .. عن أصابعي التي لا تطيع ، وقلبي الذي يتوجع .. !
عني مرة أخرى .. الكاذبة التي أخبرتك ذات مرة .. أن غدا س تنساك ثم لا تنساك غدا ..!!
لك .. أعتذر ..
بتوقيت .. الآن