مئة عام مرت على تأسيس الدولة العراقية ولاتزال وكأنها في أيامها الأولى من التأسيس..
صراعات مستمرة بين الطوائف والقوميات ولم يشعر الجميع بالإطمئنان الى بعضهم البعض الجميع يتربص بالجميع..
لسنا طائفيون ونحترم الجميع ولكن يجب أن نعترف بواقعنا المرير الذي عاشه أجدادنا ونعيشه نحن اليوم وليس هناك قليل من الضوء في نفق بلادنا المظلم..
لا يمكن أن يعيش الجميع بسلام إذا لم تكن هناك حلولا عادلة تنهي عذابات الجميع..
مئة عام ولم يثق الكوردي بالعربي ولا العربي بالكردي..مئة عام لم يثق السني بالشيعي ولا الشيعي يثق بالسنة
ولا أمل في ذلك..
مئة عام والجميع يأنون ويعانون الحرمان والتهميش على الأقل هكذا يدعي الجميع..
مئة عام من الصراعات والحروب العبثية الداخلية والخارجية مهما كانت أسبابها فتبقى كلها حروب عبثية ناتجة عن الصراعات الطبقية والسياسية والمناطقية..
وكل تلك المعاناة لم تجلب أي مكسب ولأي فئة كانت واذا كانت هناك فترات إستقرار فهي كانت جميعها لصالح البعض القليل على حساب الأغلبية من الشعب..
مئة عام والفقراء هم الأغلب الأعم في الوسط والجنوب رغم تمتع أراضيهم بكل انواع الكنوز السائلة والصلبة وبقوة وصلابة الإرادة لدى أبنائها..
مئة عام والجميع في خسران مستمر..
خصوصاً الوسط والجنوب في كل التاريخ انتصروا في كل الحروب ولكنهم دائماً يخسرون كل الحقوق..
مئة عام والنتائج كارثية أطلال من الطين والخرائب وملايين الشهداء والقتلى ..معاقين..أرامل..وأيتام..ومشر دين..
مئة عام ولا تزال مدارسنا من القصب والطين..
مئة عام ولايزال إبن الوسط والجنوب يستخدم الطين والصفائح المعدنية لبناء بيته..ومدنهم غير حضارية بل أكثر مساكنها عبارة عن عشوائيات مزدحمة بآهات ساكنيها ومعاناتهم..
اذا كان قرن من الزمن ولم يعش العراقي أو أي مواطن آخر من أي طائفة أو قومية حياة كريمة إذاً كم من الزمن علينا الصبر والإنتظار..؟!!
على الاقل أمامنا اليوم تجربة الأخوة الكورد وهي حتى الآن ناجحة وجيدة..
فلماذا لم تكن مثالا للجميع بل وهناك دول عظمى تأسست بنظام الأقاليم وتمتعوا بالاستقرار والتقدم والنمو..