تعوّد على صنع المروّات والجميل
وريّح قلوب الناس تظفر بودّها
ولا تنتظر منهم مقابل ولا بديل
ومش شرط من عنده جمالة يردّها
ولا تلغي المعروف بالموقف الهزيل
ترى المَنّ لو طال المباني يهدّها
كما الحُب ماهو حظ من شرد الصميل
ولا حظ من سوى الجمايل وعدّها
فخليك دوما"صاحب المعدن الأصيل
ومخزن في ايام العوافي واشدّها
ولا تتخذ في الدهر غير النقاء سبيل
وراقب ضميرك والزِم النفس حدّها
وخير العطاء ماكان دايم ولو قليل
وراحة رجال الجود في راح يدّها
واذاما كرهت البخل لاتكره البخيل
فهذا منافي للشريعة وضدّها
مع الحق سافر ألف كيلو وألف ميل
وقاوم بسيفك كل عوجاء وصدّها
ولا تحكي الا عذب صافي وسلسبيل
فما كل زله .. قول عفوا" يسدّها
وطبع التساهل يجعل السهل مستحيل
وبعض الحكاوي هزلها مثل جدها
فلا تدّعي من دون حجة ولا دليل
ولا تدخل الحاجة اذا ما انت قدّها
ومدّ القدم نحو المعالي ولاتميل
واياك في درب الخيانة تمدها
فكم يادماء سالت وكم يادماء تسيل
وكم عين بِكيَت واغرق الدمع خدّها
دبور الخيانة حسبنا الله والوكيل
على كل خاين علّ كبدي وغدّها
فتبت يدا الخاين وتبت يدا العميل
ويلعن ابو أم الخيانة وجدها