من الذي رسم الموناليزا ؟
الموناليزا هي على الأرجح القطعة الأكثر شهرة في الأعمال الفنية المرسومة في العالم بأسره وهي موجودة بمتحف اللوفر في باريس ، وقد رسمها الفنان الإيطالي الشهيرليوناردو دافنشي في الفترة بين عامي 1504 و 1519 ، وهي لوحه لنصف جسم امرأة تدعى ليزا غيرارديني ، حيث طلب زوجها فرانشيسكو ديل جيوكوندو من دافنشي عمل اللوحة ، وتعد لوحة الموناليزا من أكثر الأعمال الفنية التي تمت دراستها على الإطلاق .
سبب رسم لوحة الموناليزا
طلب فرانشيسكو ديل جيوكوندو زوج ليزا غيرارديني من ليوناردو رسم لوحة لزوجته ، وقد كانت ليزا من عائلة معروفة في توسكانا وفلورنسا بإيطاليا ، وقد تزوجت من فرانشيسكو ديل جيوكوندو الذي كان تاجر حرير ثريًا للغاية ، وقد كانوا في ذلك الوقت يحتفلون بإتمام منزلهم ، فضلا عن الاحتفال بميلاد ابنهم الثاني ، ولم تكن هوية الموناليزا مفهومة تمامًا حتى عام 2005 ، على الرغم من أن سنوات من التكهنات أشارت إلى الهوية الحقيقية لموضوع اللوحة .
ليوناردو دافنشي صاحب لوحة الموناليزا
تشتهر لوحة الموناليزا لمجموعة متنوعة من الأسباب ، واحد من تلك الأسباب لشعبية اللوحة هو الفنان نفسه ، ربما كان ليوناردو دافنشي هو أكثر الفنانين شهرة في العالم ، ولم يكن دافنشي فنانًا فحسب ، بل كان أيضًا عالمًا ومخترعًا وطبيبًا ، وقد قام بدراسة الشكل البشري من خلال دراسة الجثث البشرية الفعلية .
نظرًا لقدرته على الدراسة من الشكل الفعلي للإنسان ، فقد كان قادراً على رسمه بدقة أكثر من أي فنان آخر في عصره ، وفي حين أن الموناليزا قد تحظى بالاحترام باعتبارها أعظم قطعة من الأعمال الفنية في كل العصور ، فقد كان دافنشي معروفًا بقدرته على الرسم أكثر من التلوين ، ولا يوجد حاليًا سوى عدد قليل من لوحات دافنشي ، ويرجع ذلك في الغالب إلى أسلوبه الفني التجريبي وعادة التسويف لديه مما جعله لا يكمل لوحاته .
وقد اشتهر ليوناردو دافنشي بمجموعة أخرى من اللوحات من أشهرها لوحة العشاء الاخيروالتي تكلف برسمها من قبل لودوفكو سفورتزا دوق ميلانو ، وهي تمثل مشاهد مترابطة بشكل وثيق مأخوذة من الأناجيل ، ولوحة الرجل الفيتروفي والتي تم العثور عليها في مذكراته ،وفيها يوضح ليوناردو أن الإنسان المثالي هو الذي من الممكن أن يتناسب مع شكلين متناقضين هما المربع والدائرة ، وكذلك لوحة سلفاتور مندي للمسيح التي حطمت الرقم القياسي للأسعار في المزاد العلني عام 2017 .
التقنيات المستخدمة في رسم الموناليزا
لوحة الموناليزا هي لوحة زيتية وقد رسمها على الخشب القطني وهذا أمر غير معتاد ، حيث إن معظم اللوحات الزيتية يتم رسمها على قماش ، لكن يعد رسم الموناليزا على الخشب القطني هو جزء من شهرة اللوحة ، وقد أدى ذلك إلى بقاء الموناليزا على قيد الحياة لمدة ستة قرون دون أن يحدث بها شئ .
في حين أن معظم الأعمال الفنية في عصر النهضة تصور مشاهد توراتية ، فقد كان أسلوب وتقنية لوحات هذه الفترة تجعلها متميزة عن غيرها من الأعمال الفنية ، والخصائص التشريحية الصحيحة هي واحدة من العلامات المميزة لهذه الفترة من التاريخ في الفن ، والموناليزا هي واحدة من بين اللوحات العظيمة التي تظهر فيها تفاصيل عظيمة بيديها وعينيها وشفتيها .
قام دافنشي باستخدام تقنية مبدعة في رسم الموناليزا ، وهي تقنية الإسقاط المتوسط ، وهذه التقنية أدت إلى ظهور التجسيم في الرسمة ، كذلك استخدم دافنشي تقنة الرسم المموه ، سواء في الملامح أو الخلفية ، وفي هذه التقنية لا تظهر الخطوط الواضحة للرسمة ، وتتداخل الألوان فيما بينها بشكل ضبابي ، وقد أدت هذه التقنية إلى إحداث دمج بين خلفيتين مختلفتين ، وإظهار عمق في الصورة .
استخدم دافنشي تقنية التظليل في زوايا شفتيها بالإضافة إلى زوايا عينيها التي تعطيها مظهرًا نابضًا بالحياة للغاية ، وقد رسم خلف الموناليزا خلفية مكونة من مناظر طبيعية جميلة ، ولكن تم تجاهلها مع جمال الوجه واليدين ، كذلك يلاحظ أن تقنية دافنشي المستخدمة في تنفيذ اللوحة لم تترك أي علامات ظاهرة للفرشاة ، مما أبدى جمالاً وواقعية للرسمة .
سرقة الموناليزا وإعادتها
اختفت الموناليزا من متحف اللوفر في فرنسا في عام 1911 ، وكان بابلو بيكاسو على القائمة أحد المشتبهين الذين تم استجوابهم وسجنهم بسبب السرقة ، ولكن تم تبرئته فيما بعد ، ولمدة سنتين كان يعتقد أن تلك التحفة الفنية قد فقدت إلى الأبد ، لكن في عام 1913 ، ألقي القبض على المواطن الإيطالي فينتشنزو بيروجيا بتهمة سرقة اللوحة الشهيرة ، وعاد العمل الفني الأصلي إلى منزله في متحف اللوفر في باريس .
وقد كان بيروجيا موظف في متحف اللوفر في ذلك الوقت ، وكان يعتقد أن اللوحة تنتمي إلى إيطاليا ، وقد احتفظ بالموناليزا في شقته لمدة عامين ، ولكن تم اكتشافه عندما حاول بيعها إلى معرض في فلورنسا بإيطاليا .
محاولات تخريب الموناليزا
صمدت اللوحة الشهيرة على مر القرون أمام محاولات التخريب ، كانت أول محاولة للتخريب في عام 1956 عندما رمى أحدهم حامضًا في النصف السفلي من اللوحة ، مما ألحق أضرارًا شديدة بالتحفة الخالدة ، وفي ذلك العام نفسه ، رمى مخرب آخر صخرة على اللوحة مما أدى إلى إزالة جزء من الطلاء ، وقد رسمت في وقت لاحق ، بعد ذلك ، وضعت اللوحة تحت زجاج مضاد للرصاص كوسيلة للحماية مما حفظ اللوحة من محاولات أخرى للتخريب والتدمير .