جاء في كتاب ذمّ الهوى لابن الجَوزي هذه القصة:
بلغني عن بعضِ الأشرافِ أنه اجتاز بِمقبرة،فإذا جاريةٌ حسناء عليها ثيابٌ سوداء،فعَلقَتْ بقلبِه فكتب إليها:
قد كنتُ أَحْسبُ أنّ الشمسَ واحدةٌ
والبدرُ في منظرٍ بالحُسنِ موصوفُ
حتى رأيتُكِ في أثوابِ ثاكِلَةٍ
سُودٍ، وصُدغُكِ فوق الخدِّ معطُوفُ
فرُحتُ والقلبُ منّي هائمٌ دَنِفٌ
والكبدُ حَرَّى، ودمعُ العينِ مَذروفُ
رُدّي الجوابَ، ففيه الشكرُ، واغتَنِمي
وَصْلَ المُحِبِّ الذي بالحبِّ موقوفُ
ورمى بالرّقعة إليها،فلما قرأَتْها كتبت الجواب:
إن كنتَ ذا حَسَبٍ باقٍ وذا نسبٍ
إن الشريفَ غَضِيضُ الطرفِ معروفُ
إن الزُّناةَ أُناسٌ لا خَلَاقَ لهم
فاعلَمْ بأنكَ يومَ الدينِ موقوفُ
واقطَعْ رَجاك لَحَاكَ اللهُ مِن رجلٍ
فإن قلبي عَنِ الفحشاءِ مصروفُ .
فلما قرأ رقعتها زجر نفسه وتاب
منقول