هَا أنتَ أهملتَ الفؤادَ وخُنتَهُ
لله ذنبُك..أمثلُ قلبِي يُهمَلُ؟
وتَغَيّْرَتْ منْكَ الطِّباعُ ولمْ تَعُدْ
تَحْنو عليَّ وبي تُحِسُّ وتَشْعُرُ
أنْكَرْتَ ما بيْني وبيْنَكَ في الهَوى
أوَمِثْلُ ما بيْني وبيْنَكَ يُنْكَرُ؟
ما ضرّهُ حين احترقتُ لأجلهِ
ووهبتُهُ ما لم أكُن أُعطيهِ
قلبًا وذاكرةً ودمعَ وسادةٍ
سهرًا ترعرع في رُبى ماضيهِ
ما ضرّهُ لو صان بعض وعودهِ
نحو الذي بحياتهِ يفديهِ ؟
هيهاتَ أن يلقى السّؤالُ إجابةً
أو يفهمُ الأشواق مَن أعنيهِ.
علموه كيفَ يجفو فجفا
ظالمٌ لاقيْت منه ما كفى
مسرفٌ في هجرِه ما ينتهي
أَتُراهم علَّموه السَّرَفا؟
نَسِيتَ مَوَدَّتي وقَطَعتَ حبلي
أَبَعْدَ قَدِيمِ إحساني تُسِيءُ؟!
غَداً تَشتاقُ لي وتَرُومُ وصلي
وتَدعُوني إليكَ ولا أَجِيءُ.
فهل تُداوِينَ قلبي باللِّقا كرمًا ؟
فما لقلبي دواءٌ غير لُقْياكِ
لِمَ تَهجُرين مُحبًّا لم يكن أبدًا
يهوى سِواكِ، ومَن بالهَجرِ أغْراكِ ؟.
في القلب أشياءٌ تثورُ ولا تُرى
لو أنها سالَتْ لَفاضتْ أبحُرا
لو أنَّ ما في القلب من حُزنٍ سرى
نهرًا لَأذبلَ كلَّ شيءٍ أخضرا
إِنَّ الهَوى إِن كُنتَ عَنهُ تَسأَلُ
مَعنىً يَزيدُ بِما يَقولُ العُذَّلُ
تَجني العُيونُ ثِمارَهُ لَكِنَّها
تَجني بِهِنَّ عَلى القُلوبِ فَتَقتُلُ
فَحَذارِ مِنهُ حَذارِ مِنهُ فَإِنَّني
مِنهُ عَلى قَلبي الجَريحِ لأَوجَلُ
أنا المملوء حزنًا وإنكسارًا
وما فرّطت في عرضي وديني
أنا المختال من فخري بفقري
وتبّت كل عينٍ تزدريني.
م