إن كان غرقاك فاقوا رتبة النهر
فليس من حكمة الأنهار أن تجري
وليس للوطن المنهوب ملء يد
إذا تعذر رتق الجيب من عذر
( أستودع الله في ميسان لي قمرا )
من فرط ما غاب عني ظل كالبدر
وراح ينأى قريبا وهو يسألني
عن سورة الناس والإخلاص والقدر
عن ذلك الفجر والتنزيل يأكلنا
وعن ليال قضيناها معا عشرِ
عن إخوة دفعوا في عزلتي ثمنا
وخلفوني افتراضا دونما ظهر
أنام مثل فخاخ الصيد منتظرا
أن يعلق الحزن ساقا في فم القهر
أريد أنفيك ، نسياني يذكرني
وأنت تصحو كصحو الجرح في السكر
وتستفيق كموال بأغنية
لتجعل الدمع في العينين يستشري
أدريك تدري ولكن حين تسألني
سأقسمّن بأني لم أكن أدري
أريد أخطئ مثل الضوء في وطن
يخاطب الإثم بالإنسان لا الحشر
أريد أجمع أخطائي كما انفرطت
من جيد خائفة أنثى من الدر
وأستعيد لها كيفا يدربها
على اقتراف عذارى حينا السمر
أن أفضح الموت بالأطفال حيث قضوا
والفاسدين بزي الدين والعهر
وأودع السر مخبوءا لدى امرأة
كي لا تواري عري السر بالستر
كأننا شجر لم نغر حاطبنا
فقادنا الفأس للنيران والجمر
نبدو كنافذة لم يلتفت حجر
يوما اليها لما فيها من الكسر
ونقطةٍ لم تكن في بال عاشقة
قد ضيّعت حبها في آخر السطر
وكيف نقنع أما أن طفلتها
لم يتسع موتها عمرا على القبر
وأن ألعابها البيضاء مدركة
وليس تفهم معنى الغسل بالسدر
تزاحم الفقد حتى راح من يدنا
من يستطيل على التقديس والكِبْر
ومدنا الله أهوالا مميزة
وقال ذوقوا عذاباتي بلا صبر
والحمد لله لم يترك بنا أحدا
إلا ابتلاه بعمق الوعي والشعر
كفاي طفلان والأطفال كلهم
لا يسكتون بغير الحمل من خصر
وهم جميعا فضوليون يعجبهم
أن يعبثوا حيثما وجهاتهم تسري
وهم صغار وعيب أن نعنفهم
لا يفهمون كما الحكام ما يجري
وتعلمين بأني ضيق لأرى
حجم المسافة بين الصدر والصدر
إذن تعري كآيات ملفقة
كي لا نؤول معنى الكفر بالكفر