وفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي
السبسي رحل في وقت تستعد فيه تونس لانتخابات تشريعية ورئاسية (غيتي)
أعلنت رئاسة الحكومة التونسية اليوم الخميس الحداد الوطني لمدة سبعة أيام مع تنكيس الأعلام في المؤسسات الرسمية، إثر وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي عن عمر ناهز 92 عاما.
وقال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي إن جنازة وطنية ستقام للرئيس الراحل بعد غد السبت، كما قرر رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلغاء كافة العروض الفنية في مختلف المهرجانات الصيفية بجميع الولايات حتى إشعار آخر.
وأعلن البرلمان التونسي إلغاء الاحتفال بالذكرى الـ62 لإعلان النظام الجمهوري، التي يحتفل بها التونسيون يوم 25 يوليو/تموز من كل عام.
كما دعت الحكومة الشعب التونسي إلى الوحدة والصبر والتكاتف في مواجهة ما اعتبرتها "فاجعة موت الرئيس".
وقال بيان للرئاسة "في هذه الفاجعة وهذا الظرف الدقيق، تدعو رئاسة الجمهورية الشعب التونسي كافة إلى الوحدة الصماء والصبر والتكاتف والالتفاف حول مؤسساته الدستورية، صونا لمستقبل تونس وحاضرها".
ويأتي رحيل الرئيس السبسي في وقت تستعد فيه البلاد لانتخابات تشريعية مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وانتخابات رئاسية منتصف نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وبعد ساعات قليلة من الإعلان عن وفاة الرئيس، انطلقت الترتيبات الدستورية لسد شغور منصب الرئاسة. وقال مدير مكتب الجزيرة في تونس لطفي حجي إن اجتماعا انعقد بين رئيس البرلمان محمد الناصر ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، وعلى إثره أعلن الناصر أنه هو من سيتولى الرئاسة مؤقتا بمقتضى الدستور.
محمد الناصر سيتولى رئاسة تونس مؤقتا لفترة أقصاها ثلاثة أشهر (الأوروبية)
رئيس مؤقت
ووفقا للدستور التونسي، يتولى رئيس البرلمان رئاسة البلاد لفترة مؤقتة، أدناها 45 يوما وأقصاها 90 يوما، حتى تنظيم الانتخابات.
من جهته، قال رئيس الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات نبيل بفون إنه سيجري تقديم موعد الانتخابات الرئاسية الذي كان مقررا يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأضاف بفون أنه بعد وفاة الرئيس السبسي سيتم تقديم موعد الانتخابات الرئاسية وفقا للدستور الذي ينص على أن يكون لتونس رئيس جديد في غضون ثلاثة أشهر.
وقد نعت أحزاب وشخصيات تونسية الرئيس الراحل، ودعت إلى تمتين الوحدة الوطنية في وقت تستعد فيه البلاد لانتخابات من شأنها ترسيخ المسار الديمقراطي.
وأكدت حركة النهضة -أكبر حزب ممثل بالبرلمان- في بيان لها، تمسكها باستكمال مسار بناء الجمهورية والمؤسسات الدستورية، ودعت التونسيين إلى الوحدة.
ونعى رئيس الحركة راشد الغنوشي الرئيس الراحل، وقال في منشور له على فيسبوك إن "حكمة قايد السبسي جنّبت الشعب ويلات التدافع والتصادم".
كما نعاه الرئيس السابق منصف المرزوقي، ودعا إلى التحلي بالمزيد من الهدوء وضبط النفس وتعزيز الوحدة الوطنية.
وعزت الخارجية التركية الشعب التونسي في وفاة السبسي، وقالت إنه "سيُذكر دائما كصديق لتركيا".
تسمم غذائي
يشار إلى أن حافظ قايد السبسي (نجل الرئيس الراحل) أكد في وقت سابق اليوم نقل والده مساء أمس إلى المستشفى، ووضعه في قسم الرعاية الفائقة، وعزا ذلك إلى آثار "تسمم غذائي" تعرض له مؤخرا.
وأضاف حافظ السبسي أن وضع والده ليس على ما يرام، لتعلن الرئاسة وفاته بعد ذلك ببضع ساعات.
وكان الرئيس السبسي قد نقل أواخر الشهر الماضي إلى المستشفى العسكري إثر وعكة صحية وصفت بالخطيرة. ولم تحدد الرئاسة التونسية سبب مرضه. وبعد أيام غادر السبسي المستشفى ليعود إليه لاحقا لإجراء فحوص طبية.