فضائح السجون في إيران..اغتصاب ودعارة ومخدرات وتوزيع أوقية ذكرية على المثليين
الحديث عن الانتهاكات التي تحدث داخل السجون الإيرانية لا ينتهي، حيث توجد مئات القصص والروايات عن قيام رجال الأمن والمحققين الإيرانين بالتحرش الجنسي بالسجناء لإجبارهم على تنفيذ مطالبهم، وكانت السجينات بشكل خاص ضحايا هذا التكتيك الدنيئ في الثمانينيات، كما كشفت العديد من التقارير عن تعرض الذكور للاعتداءات نفسها خلال السنوات الأخيرة.
وقال موقع "إيران واير" إن هناك تقارير تكشف عن جرائم جنسية عديدة في السجون الإيرانية، من بينها الاغتصاب والاستغلال الجنسي والتحرش وحتى الدعارة، والسماح بوجود علاقات جنسية بالتراضي من خلال الرشاوى.
وكشف بهروز جاويد طهراني، وهو سجين سياسي سابق قضى 11 عاما داخل السجن في أواخر التسعينات عن حدوث تغيير عميق داخل السجون الإيرانية، فاليوم أصبح الاغتصاب أكثر انتشارا وشيوعا، في حين أنه كان نادرا ما يحدث خلال فترة سجنه.
ويقول:"خلال فترة سجني، لا سيما في سجن رجائي شهر، لم يكن لدى السجناء السياسيين جناح خاص، قضيت ما يقرب من عامين في جناح يضم معظمه سجناء سياسيين، في عام 2004، عندما كنت في الجناح السياسي في سجن إيفين، كانت هناك قضية تتعلق بسؤالك حول العلاقات الجنسية بالتراضي، كان سجينين سياسيين بالجناح لديهما ميول جنسية مثلية كانا يقيمان علاقة، وعندما علم السجناء الآخرون بذلك احتجوا بشدة وشكوا إلى السجان، وبعد ذلك تم نقلهما إلى جناح للسجناء العاديين".
عن انتشار الاغتصاب داخل السجون خلال السنوات الأخيرة قال:"نادرا ما شاهدت اغتصابا عندما كنت في السجن، وقعت حادثة في جناح السجناء الشباب، في سجن رجائي شهر، استخدم البلطجية قوتهم الجسدية لاغتصاب شاب".
وعن ردة فعل مسئولي السجن أكد أن"مسئولي السجن وضعوا المغتصبين داخل الحبس الانفرادي، ولكن لبضع أسابيع فقط، وهم عادة لا يأخذون شكاوى الاغتصاب على محمل الجد، والأمر نفسه ينطبق على حالات المخدرات، وعلى الرغم من أن بعض حالات القتل في السجن أنتهت بحكم بالإعدام، إلا أن القنل لا يؤدي عادة إلى هذا المصير، عادة ما يطيلون التحقيق والمحاكم والإعدام، لدرجة أن القاتل يمكنه بطريقة ما الحصول على مسامحة من قبل عائلة الضحية من خلال أشخاص يعرفهم خارج السجن".
وحكى قصة عن أحد السجناء الذين اشتهروا بالاغتصاب داخل السجن، وكان يدعى "تاجي" وشهرته "الديك" نظرا لسلوكه الحنسي المفترس، والذي يعني أنه سيقفز على أي شخص يريد، كان تاجي يبيع المخدرات وكانت طريقته المفضلة لإجبار السجناء الشباب على ممارسة الجنس معه بإعطائم الكثير من المخدرات حتى تتراكم الديون عليهم، وعندما لم يكن لدى سجين شاب مدمن للمخدرات أي أموال لسداد دينه لتاجي، فقد كان مجبرا على الخضوع لرغبات تاجي الجنسية، وأطلق السجناء على ذلك اسم "التعويض"، ويقول إن تاجي تعرض للجلد عدة مرات، وتم إعدامه في النهاية، لكن ليس بسبب سلوكه الجنسي أو بيعه المخدرات داخل السجن.
وفي قصة أخرى يروي أنه خلال تواجده في سجن رجائي حاول أحد السجانين اغتصاب شاب، لكنه فشل في ذلك بسبب مقاومة النزيل، وبعد ذلك نقله إلى الجناح الذي كان طهراني نزيلا به. وفي إحدى الليالي، وعندما حان وقت النوم، أخذ السجان الشاب إلى زنزانته ووضع أقراص منومة في مشروبه حتى يسهل عليه اغتصابه، لكن الشاب خمن نوايا السجان وقبل أن يصبح الدواء ساري المفعول ركض إلى الباب وبدأ يقرع عليه، وصرخ قائلاً: "لقد خدعني هذا الرجل ويريد اغتصابي". ما أنقذه في تلك الليلة، وبعد ذلك تم نقل السجان الذي كان مسئولا عن هذا الجناح إلى جناح آخر.
هناك أيضا نوع من العلاقات الجنسية المثلية بالتراضي داخل السجن، بأن يقيم أحد النزلاء الشباب علاقة جنسية مع نزيل قديم لديه عصابة أو يبيع المخدرات، وهي ليست اغتصابا، لكن النزيل الشاب أو الحديث يضطر إليها لعدم قدرته على العيش داخل السجن من دون حماية، ولأنه لا يمتلك القوة أو الحلفاء للعيش في سلام وسط قسوة الحياة داخل أروقة السجن. وهذا النوع من العلاقات بات شائعا خلال السنوات الأخيرة.
وأشار أيضا إلى أنه على الرغم من أن العلاقات الجنسية المبنية على حاجة الطرف الأضعف هي الأكثر انتشارا، إلا أن هناك علاقات أخرى قائمة على الإعجاب المتبادل، موضحا أنه ومن خلال تجربته داخل السجون يعتقد أن "أي نزيل من الجنسين على حد سواء، يمكن أن ينجذب إلى آخرين من نفس جسنه بعد سنة في السجن من دون مقابلة شخص من الجنس الآخر، كان لدي الشعور نفسه وأجده طبيعيا جدا، بالطبع أنا هنا أتحدث عن سجن الرجال".
وهناك أيضا نوع من الدعارة المثلية، فهناك سجناء مدمنون يمارسون الجنس مع الآخرين للحصول على أموال لشراء المخدرات، الأمر الذي يتسبب في الكثير من المشاحنات الدامية حول من يجب أن ينام في أي غرفة اليوم. موضحا أن الدعارة كان سببها الوحيد إدمان المخدرات.
وعند سؤاله عن مخاطر انتشار الأمراض التناسلية بسبب ممارسات الدعارة في السجون، كشف عن أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة في عد الرئبي محمد خاتمي، كانت عيادة سجن رجائي شهر توزع "الواقي الذكري" على من يطلبه من السجناء، لكن الأمر توقف مع بدء رئاسة محمود أحمدي نجاد، لتنتشر الأمراض التناسلية المعدية، بما فيها الإيدز والتهاب الكبد والزهري وغيرها.
ولفت إلى أنه يمكن لجميع السجناء المتزوجين القيام بزيارات زوجية لممارسة العلاقة الحميمة، مالم يتم منع الزيارة عن أحدهم لسبب ما، وفي ظل الظروف العادية، في الوقع يكون من الأسهل من الزيارات العادية، كل ما يطلبونه هو أن تكون متزوجا زواجا رسميا.
وواصل أن مسئولي السكون كثيرا ما يهددون السجناء بأنهم سيأمرون البلطجية من النزلاء باغتصابهم داخل الزنازين.
واختتم أنه كثيرا ما يسمع مؤخرا قصصا مروعة داخل السجون وخاصة سجن رجائي شهر، وأن الوضع بات أسوأ بكثير من الوقت الذي كان فيه مسجونا هناك.