أأنت تلك التي علقتها زمناً
وكنت نعمى فؤاد النازح النائي
مالي أراك بعيدَ البين شاحبةً
عجفاء تشكين من سقم وازراء
فأين بسمتك الزهراء تسعدني
وتبعث الشوق في قلبي وأحنائي
وأين سحر جفون زانها حوَرٌ
تسبي القلوب بتحديق وأغضاء
خانت عهود ودادي غير مشفقة
ولم ترقّ لجرح في سويدائي
فخانها الدهر في أبهى محاسنها
وزال ما كان من سحر واغراء
أكاد أنكرُها بل هذه شبح
لم تبق منه الليالي غير أنضاء
ما أنت تلك التي جنّ الفؤاد بها
ولا هواك الذي أعيا أطبائي
بل أنت قبر حوى جثمانها ومشى
فيه البلى غير آثار وأشلاء