يا بلبلاً يصدح في غصنه
فيرقص الوادي على لحنه
كم قد أفاق الزهر من حلمه
نشوان بالألحان من فنه
والجدول المفتون قد صفقت
أمواهه للطير في وكنه
جاء الربيع الطلق مستبشراً
يسكر هذا الكون من دنه
غرّد على قيثارة سحرها
يسعد قلب المدنف الهائم
غرّد فهذا الكون مصغ لما
تسكبه من لحنك الساجم
وانشد مع الفجر أغاني الصبا
واغنم ليالي عيشك الناعم
ما العمر إلا حلم ينقضي
وليس ذاك الحلم بالدائم
غداً يجف الزهر في روضه
وينضب الماء ويعرى الشجر
ويقفر يجف الزهر في روضه
فيه ولا صبّ يناجي القمر
والبلبل الغريد واحسرتا
يطويه صرف الدهر فيمن غبر
لا كائن يبقى بهذا الورى
بل يخلد الحب وتفنى الصور