يا دارها لا زلت آهلة
وسقى ربوعك وابل القطر
طوّفت حولك في الظلام كما
طاف الفراش بمونق الزهر
وينام أهلك ملء أعينهم
وأهيم حتى مطلع الفجر
ما قرّ لي جنب ولا هدأت
مني الجراح وخانني صبري
لي في الهوى كبد مقطعة
تكوى بنار الصد والهجر
يا مي حبك في دمي يجري
ولأنت كل مناي من دهري
لا تعتبي أني أذيع هوى
قد ضاق عن كتمانه صدري
يا مي إني مولع دنف
أودى المقام به وما يدري
فإذا علمت بما يجرّعني
دهري الشقي بكأسه المر
وإذا نظرت فلم تري شبحي
أو قبل غيّب في ثرى القبر
هل تذكرين فتاك جازعة
إني لأرضى منك بالذكر
إني سأبقى خالداً أبداً
ما دمت في شفتيك والفكر