أبشري يا دمشقُ بالأبطال
عاد اسد الثرى ليوث القتالِ
ملأوا حصنك الأشم رجالاً
سادة ذادة ولا كالرجال
انهضي يا دمشق واستقبلي
النبل وحي حماة الاستقلال
اضفري الغار شهب أنجمك الزهر
وزيني مفارق الأبطال
وحريّ بان تتوج بالشمس جباه
الأحرار بيض الفعال
جاهدوا بالنفوس والمال حتى
بلغوا ذروة السماك العالي
كان قربانهم على مذبح الحق
دماء الأخوان والأنجال
قد أضاءت سوفهم غيهب الظلم
فبان الطريق نحو الكمال
لم يبالوا بالتنك يوماً وبالمدفع
يزَجّي الأهوال بالأهوال
صبروا والسماء تمطرهم ناراً
تزيل الجبال قبل الرجال
أيه وادي السرحان بئست لياليك
ولا عاش ذكرها في البال
كان فيها الكريم يطوي على الجوع
ويغفو على الحصى والرمال
قد كواه النوى وصب عليه الدهر
ارزاءه بكل مجال
ويزيد الفؤاد جرحاً على جرح
أنين النساء والأطفال
علم اللَه ما أذاقتهمُ الأيام
من مرّها وسود الليالي
قد تولى بشرّه ذلك العهد
ودالت حكومة للضلال
كل ملك يقوم يوماً على الظلم
بناءٌ مصيره للزوال
عرب الشام إنهضوا ببلاد
زانها اللَه بالسنا والجمال
شيّدوا الملكَ بالعدالة والحق
وحوّطوه بالرماح العوالي
ليس يحيى حقّ الشعوب إذا لم
تحمه بالمهند الفصال
أيه رمزَ الأمجاد رفرِف على الدهر
وكن عالياً مدى الأجيال
أنت رمزُ الاباء رمز بني يعرب
نفديك بالنفوس الغوالي