لا تلم أن هجرتُ أيامَ أنسى
فصراع الخطوب يصقل نفسي
ومن العار أن أعيش ذليلا
ولئن كنت رافلاً بالدمقس
كلّ حي يقيم يوماً على الضيم
جبان أحرى به قعر رمس
ما خلقنا في الأرض للأكل والشرب
ولكن للموت تحت الدرفس
ولنسعى وراء مجد أثيلٍ
صار في عهدنا كأطلال درس
لم نحافظ على تراث جدود
كان خير التراث في كل نفس
ففقدنا الحفاظ والمجد والنبل
وصرنا عبيد ترك وفرس
أين شم الأنوف من كل قوم
أخضعوا الخافقين أول أمس
اين ذاك الثراء والجاه والملك
وأين الأسطول في البحر يرسي
نعبثَ الدهر والحوادث فيها
فتولت وغالها يوم نحس
يا شباب الحمى وما للمعالي
غيركم فانهضوا بسيف وترس
ثم ضحوا بكل غال ثمين
كي نريح البلاد من كل جبس
واستميتوا في ساحة المجد حتى
يظهر الحقُ في غلائل بُرس