نزح الرقيب وغارد اللاحي
فاملأ من الصهباء أقداحي
واشرب ولا تخشى الملام على
وجه الحبيب سلافة الراح
هي ليلة في العمر قد سنحت
فاغنم ليالي عمرك الضاحي
هذي ربي لبنان مائجة
عجت بأعراس وأفراح
في كل غصن بلبل غرد
وبكل وادٍ شدو صداح
ولي الأسى والدهر قد بسمت
أيامه ونسيت أتراحي
قل للشحيحة إنني بغنىً
عن وصلها من بعد الحاح
هل بعد أقمار بعاليةٍ
يهفو الفؤاد لوصل أشباح
لا تندبي ما كنت منخدعاً
رغم الهوى بدموع تمساح
إني سلوت وكنت شاغلتي
وحديث إمسائي وإصباحي
ولقد محا ذكراك من خلدي
لما غدرت زماننا الماحي
قد كنت أحسب حبها قبساً
يهدي خطاي كنور مصباح
فوجدته تيهاً أضلّ به
كسفينة من غير ملامح
لبنان أحيتني نسائمُه
لما أتيت بوجه ملتاح
دنيا من اللذات هانئة
ومعين أنغامٍ وأرواح
تحنو فتسعدُ قلب مبتئسٍ
في عالم نشوان ممراح
لبنان موطنُ فتنة وهوى
بلد الصباح والحسن والراح