أناشدُك اللَه يا قاسيه
أأنتِ لعهد الهوى ناسيه
نسيت كأن لم يكن بيننا
لقاءٌ فحطّمتِ آماليه
بعينيك شمت انطفاء الهوى
وقد خبت الشعلة الساميه
أما تذكرين عهود الصبا
وأيامنا الحلوة الماضيه
وأنت فديتك يا منيتي
على القلب آمرة ناهيه
ويجمعنا الروض عند الأصيل
وفي ظل سرحته العاليه
وكنت أبثُّك نجوى الغرا
م وأشرحُ وجدي واشجانيه
وكم كنت تشكين مرّ الفرا
ق وتذرينَ أدمعك الهاميه
لآليء لكنّ حبّاتها
تجف على حر أنفاسيه
مجالسنا في ضفاف الغدير
خلت فهي موحشة خاويه
وقد وجم الروض لا نبته
نضير ولا طيره شاديه
تسائل عنا أزاهيرُه
وأطياره النسمة الساريه
هواك أثار بقلبي الأسى
وجار على كبدي الداميه
يهزّني الشوق اما ادّكرت
وتستعر المهجة الظاميه
أراك بطرف الخيال الجموح
كأنك ما زلت لي وافيه
فأنت بقلبي وفي خاطري
وفي العين نائية دانيه
شفاهك كم تستثير الجوى
وتحلم بالقبل الدافيه
فادنوا إليها أروّي الصدى
وعيناك في نشوة غافيه
وتُسكرني قبلات الهوى
ترفُّ على الشفةِ القانيه
واغفو على حلمٍ فاتن
تهدهده النظرة الساجيه
ولحظك كم ذا يتيه الخيال
بآفاقه الرحبة النائيه
مضت تلكمُ اللحظات العذابُ
وابقت سعيراً باحشائيه
فيا قلب صبرا فإن الحياة
على الغدر مطبوعة باقيه
بلوت الزمان واهل الزمان
وترجو الوفاء من الغانيه