لا تضني بالدمع يا عين ما الدمعُ
إذا جلّ حادثُ الدهر غالي
إذرفي الدمع وانضحى من دم الق
لب وروّي مصارع الأبطال
فهم اكسبوا الحياة فخاراً
وكسوها مطارفا من جمال
هم نجوم الهدى أناروا لنا الكو
ن وخطّوا لنا سبيل المعالي
فأعيدوا ذكرى البطولة والمجد
وأحيوا عزائم الأشبال
واحفظي يا دهور ذكرى أبي
المنذر فخر الشباب للأجيال
رجل كان في الشجاعة والحزم
وحسن البلاء خير مثال
غاله الدهر في ضحى العمر نديماً
باسلا همّه بلوغُ الكمال
يا وزير الشباب أين شبابٌ
كربيع الزمان بالنور حالي
قد طوته يد الردى فبكته
أمةٌ كان ذخرها في النضال
موكب للوزير يقصر عنه الطرف
غمر الأسى رهيبُ الجلال
شيعوا فيه بارقات الأماني
ومضوا بالمسوّد الرئبال
كيف يقضي الشباب في ميعَةِ العمر
ويمسي الصبا رهين الرمال
قد بكى الأردنّ الحزين ابنه
البكر مناط الرجاء والآمال
كم عيون بكت بدمع سخي
لو يمُدّ البكاء في الآجال
نم أبا المنذر استرحت من الهمّ
ومن دار شقوةٍ وزوال
ويعاف البقاء من يعرف الدنيا
ويبلو أيامها والليالي
والشقي الشقيُ مَن خبرَ العالَم
أو فَضَّ عنه حجبَ الخيال
طبعَت هذه الحياة على الكيد
فكانت شؤما على الأجيال
وبنوها شرّ البنين على الأرض
فمن ماكرٍ ومن ختّال
ربما تحسِنُ الصنيع فيجزونَك
شرا عن صالح الأعمال
كل ما في الدنا احترابٌ على العيش
وضغنٌ يشوّي قلوب الرجال
كم فتى يظهر الوفاء ويُبدي
لك ما شئت من كريم الخلال
يعلن الحب يدعي خالصَ الودّ
ويطوي الحشا على الأهوال
أمم كالذئاب تفترس الضعفى
شدادٌ وكلّهم للزوال
يا شباب الأردن قد عظمَ الخطبُ
فصبراً على صروف الليالي
كلّنا واردٌ حياض المنايا
ذائقٌ ضاع جهدُه بالمحال
مَن أراد الخلود في هذه الدنيا
فقد ضاع جهده بالمحال
إنما يخلُد الكريم على الدهر
ويحيى يطيّب الأفعال