إلهي الرحمن
إلهي القادر
يا خالقَ الأكوان
يا أيها القاهر
أنا عبدك الخاضع
أنا عبدك التائب
أنا عبدك الطائع
أنا عبدك الخائب
أغفر لي الزلات
واصفح عن الذنب
وابعث لي الخيرات
وارحمني يا ربي
كفاك يا هذا
ازعجتنا جدا
أسمَعتَ بالتهليل
الغور والنجدا
أكان من تعبُدُه
الحجر الصلدا
أم ربّك الهادي
أصمُ لا يسمع
يا غيرة الديّان
لذلك الشيطان
ذا كافر باغٍ
يلوم في الإيمان
لو أنصف القاضي
لبات في اللومان
أو سيقَ للشنق
يسكع أو يصفَع
الهي العالي
امسخهُ ل قردا
واجعله منبوذا
وصُدَّهُ صدا
واتركهُ مدحوراً
وعيشه نكدا
لعله يُهدى
لعله يخشع
لا تضع وقتك الثمين ولا تقضي
لياليك بالحديث الهُراء
واسترح من عناء يومك في الليل
لتغدو مُهنّدا ذا مضاء
لا يفيد السجود كلا ولا التسبيحُ
شيئا في عالم الأحياء
ان من خلتمون ربا قديرا
صوّرَتهُ قوائح الشعراء
يسطع فجأة نور وضّاء فيغمى
على المؤمن الشيخ ويقول الشاب
ربّ إني كفرت فاغفر ذنوبي
واعفُ عني وأنت أعظم راحم
لا تؤاخذ عبذا أساء لجهل
قد كفاه بأنه غيرُ عالم
والإله القدير أعظمُ من أن
يأخذ العبدَ كالعدو المزاحم
عبدي إني عفوتُ عنك وقدما
كم أساء العبيدُ للأسياد
وسعَت رحمتي السموات والأرض
وليس تضيق عن أجنادي
غير أن سئمت من كلّ خلقي
ومن الجاحدين والعُبّاد
ومن القانتين كذباً وزوراً
ومن الطامعين والزهاد
حسب الكافرون أني سأغتاظُ
لكفر كأنهم أندادي
وكذا المؤمنون ظنوا بأني
طامع في صلاتهم والرشاد
أبلغِ الناس أيها العبد أني
لن أجازي ولن أثيبَ عبادي
قد عفونا عن كل آت من الذنب
وعما مضى على الآباد
لعبيدي الخيار فيما أرادوا
من صلاح الأمور أو من فساد
لهم الغنم في الحياة إذا ما
سلكوا في الدنى طريق الرشاد
وعليهم غرم الفساد إذا ما
سلكوا في الحياة سبلَ النكاد
أحقاً لا عذاب ولا حسابَ
بعالمٍ أخر
أحقا قد عفى اللَه
عن المؤمن والكافر
إذاً لم يغن تسبيحي
وضاع شبابيَ الناضِر
أسَفاً قد مضى الباب وولّى
لم أفد منه أو أروّي غليلا
أسفا قد قضيت عمري بالزهد
وصلّيت بكرة وأصيلا
كم هجرت اللذات والقلب ظمآنُ
إليها والنفس أكثر ميلا
طمعا في الجنان والحور فيها
كشعاع الضحى تجرّ الذيولا
سوف أقضي حقوق نفسي ولو قد
صرت بعد المشيب شيخاً جليلا
لا أدع فرصة تمرّ ولا أفسُقُ فيها
وأن أكون جهولا
عجبت لشيخنا الناسك
عاف الزهد والورعا
وعاد لجهله بعد النقى
قد ساء من صنعا
إذا كان التقى ملقاً
وزوراً والهدى جشعا
فيا شيخ الخنى إن كنت
تحسب خلقنا سلَعا
فإني أصنعُ المعروفُ
لا خوفاً ولا طمعا